
الحضانة العربية وتبني الانظمة لكيان الاحتلال الصهيوني..!
كتب / سعيد البدري
كشف مسار الاحداث العسكرية والامنية في الاراضي المحتلة وعدد من بلدان المنطقة وبشكل لا لبس فيه جنوح الانظمة العربية العميلة نحو تصفية القضية الفلسطينية وكل ما يرتبط بها من مقاومة واسترداد للحقوق المشروعة لشعب فلسطين ،
فمعالم التبني الصريح الذي اظهرته هذه الانظمة ومن يرتبطون بها يدعونا للوقوف عند التحولات التي ادت لهذا الوضع ،وطبيعة الايدلوجيات التي وظفت لتحقيق الهدف بدمج الكيان الغاصب في منطقة المشرق العربي كقوة مسيطرة تمثل الارادة الغربية والحارس المستقبلي لمصالحها.
ان التحول الذي يجب ان نتحدث عنه ونحلل خفاياه ليس وليد اللحظة وهو غير مرتبط بصفحات معركة طوفان الاقصى واحداث ٧ اكتوبر وما تلاها ،بل يمتد لاكثر من عقد من الزمان ويمكن تحديد بداياته بالتزامن مع اندلاع الاحتجاجات التي اطلق عليها الربيع العربي ،
وحينها بدأت حكومات البغاء العربية بتغيير البوصلة واستبدلت العدو باخراج الكيان الصهيوني من القائمة وجعلت ايران والشيعة عدوا واجب القتل والتنكيل ،ربما لم يكن واضحا وقتها الهدف من تصاعد حدة خطاب الكراهية ضد ايران الشيعية ،
بسبب الحجج التي كانت تساق من تدخلها في العراق و سوريا ولبنان والبحرين وبعد ذلك اليمن ،ووقوفها الصريح الى جانب االنظام السوري ،حيث جرى تسويق حالة الثورة ضد هذا النظام وتصنيف حلفائه بالاعداء لارادة الشعب السوري ،
والحق ان ذلك مجرد ادعاء فارغ فالحقيقة تتجاوز ذلك واتفاقات ( ابراهام ) التطبيعية التي وقعت برعاية امريكية تفضح المدعى ومعها الحملات الدعائية والفتاوئ الدينية التي تتناول احاديثا ونصوصا دينية تكشف هوية العدو المفترض وتجعل من اليهود وكيانهم المسخ صديقا ودودا موثوقا وفي محل التهوين حليفا و اداة لمواجهة العدو الذي قيل انه معاد للاسلام ،
هذا احد اهم المسارات التي دفعت الانظمة العربية باتجاهها للاعلان عن هوية هذا العدو.
ان ما جرى في ٧ اكتوبر ليس الا موعدا للفصل ورفع الالتباس وفض الاشتباك باعلان الانظمة والمؤسسات الدينية وبعض الفعاليات الاجتماعية السنية العربية تحديدا، انها الحاضنة التي تحرض و تدافع وتبرر بل وتسجد وتتصاغر امام نتنياهو وتدعو لقتل من يقف بوجه غطرسته واجرامه ،
وفي مقدمتهم اصحاب الحق من الفلسطينيين المدافعين عن أرضهم وكرامتهم والتبرير الذي سوقته الانظمة هو ذاته دون تعديل او اضافات حيث اعتبرت حماس وجميع الفلسطينيين شعبا واجب القتل لانهم وبحسب هذه الاكذوبة العربية حليف واداة للعدو الذي زيفت هويته الانظمة العربية ،
والتي تحولت من انظمة تطبيع الى انظمة تبعية وعبودية للصهيونية وهمها اليوم هو اثبات الولاء على حساب كل شيء نعرفه من قيم وثوابت اخلاقية ، لذا لاتستغربوا اي شيء يصدر عن هذه الانظمة، التي اعتادت الخنوع واختارت الجبن طريقا يوصل الصهاينة لبوابات كل عواصم العار العربية ..