
الإعلام .. وثقافة النفاق
كتيب / فاضل حسين الخفاجي
في كثير من الأحيان وأنا اشاهد بعض برامج الفضائيات أو أقرأ بعض الصحف فتنتابني موجة من الضحك عن حكاية من حكايات النفاق .
طبعاً ومن باب الترفيه عن أنفسنا كمرطب لقسوة الحياة التي نعيشها ، نشاهد بعض الفضائيات ،لاننا أحياناً نعتبرمشاهدة ( بعض ) هذه الفضائيات هو ملحاً للمزاح والفكاهة والتنكيت .
ولدينا في العراق ( بعض ) وسائل الإعلام ما شاء الله تستطيع ان تنافس الإعلام العالمي في براعة النفاق .
وأقول .. ليست وسائل الاعلام والصحافة الأجنبية معصومة من النفاق ، فالكثير من الأمم والشعوب مارست النفاق في وسائل الاعلام ، ومن خلال قراءتنا لكتب التأريخ ، لاحظنا وسائل الإعلام وفي وقتها ( الصحف ) وكيف مارست النفاق في الاحداث ..
مثلاً .. في فرنسا وحين سقط نابليون بونابرت ، فقد وصفته الصحف التي كانت تسبح بحمده ، بأقذرالكلمات والنعوت والأوصاف ، فلما استطاع نابليون الفرار من المنفى ، قالت عنه الصحف ان الوحش هرب من معتقله ، وحين نزل الى ساحل فرنسا قالت هذه الصحف ان الكلب يريد العودة ليدنس ارضنا من جديد ، وان قوات الجيش في طريقها للقبض عليه ، فلما انضمت قوات الحكومة اليه وثبت لهم انه في طريقه الى العاصمة باريس ، قالت نفس هذه الصحف ، ان جلالة الامبراطور في الطريق .. ولما دخل باريس ، قالت ان الدنيا اشرقت بعودة الامبراطور الى عرشه العظيم !! هل لاحظتم كيف يتم نفاق بعض وسائل الإعلام وعدم ثبات المواقف .
وفي العراق وبعد ان ضعف تأثير الصحافة الورقية بسبب انتشارالانترنيت وخاصة ( شاشات الفضائيات ) .. اصبح المتابع والمشاهد العراقي يستمتع ويرفه عن نفسه من خلال مشاهدة بعض الفضائيات عند الاستماع الى الضيوف ، ونفاق بعض من يسمون انفسهم ( محللون ) .