
من يشتري مني العرب؟!
كتب / خير الدين الهادي
سئمت ذكر المقولات الكاذبة التي تمجد العرب بعد أن رأيتهم بأم عيني وهو يعيشون أقسى درجات الخنوع ويتربعون على قمة الخذلان والنذالة التي لا تناسب مفاخرهم ولا تنسجم مع تطلعات الجماهير العربية ذات التوجه القومي المقيت الذي يرقص على جراحات الأمة منذ أكذوبة وامعتصماه المريض.
المشاهد اليومية التي نعكف على رؤيتها لدماء الشهداء وصيحات الثكالي والمفجوعين في غزة ورفح باتت مألوفة وغير مؤلمة بل بات العربي يترقب بشكل يومي المستجدات في كل صباح بعد ليلة مظلمة عاشها الأطفال والنساء في ظل الهجمات القاسية التي تشنها الصهيونية العالمية بمساعدة الأعراب المشجعين أو المتفرجين والمستأنسين بصور المفجوعين من الذين لا يزالون يعيشون مآثر النشوة القومية الماقتة التي أكل عليها الدهر وشرب.
ومن جهة أخرى فإن أشد الوقع علينا تلك المشاهد المطمئنة التي يعيشها الإسرائيليون بعد اخضاعهم لقيادات العهر العربي للصهيونية وكأن أبناء الصهيونية تسنموا مقاليد الحكم على العرب فهو يتباكون على من يحتمون بالملاجئ ولا يرتد لهم طرف بمشاهدة الأجساد المقطعة والدماء الجارية التي تتلون بها شوارع غزة وفلسطين.
إن ما اعتقده اليوم بات مخيفا ولا سيما أن التاريخ العربي الذي اتصوره بدأ ميتا من جهة القيم والمثل والإنسانية صار مفضوحا عند أولى الألباب وانكشف الزيف الخالد للشهامة العربية المتمثلة بالانتصار للمظلمومين واستغاثة المكروبين فهذه فلسطين تشهد يوميا العشرات من النكبات وفي وضح النهار من دون أن تتحرك المشاعر العربية أو تتجرأ على الوقوف بوجه الصهاينة الذين لا يتجاوز أعدادهم سبعة ملايين وقد كسروا أنوف العرب والمسلمين الذين تجاوزوا المليار.
إن الإسلام العربي كشف عن عورته وزيفه بعد أن اقتنع قادة العرب أن القضية الفلسطينية ليست من أولوياتهم ولطالما اجتمع العرب على خذلان أنفسهم ومن يتبعهم من المستضعفين الذين باتوا ضحية القصص الخيالية من البطولات غير الواقعية للعرب وقادتهم الذين يتنافسون على الدونية والخيانة فلم يبقي من يشترهم حتى في سوق العبيد أو الحمير.