جريمة السياسة وسياسة الجريمة
كتب / سامي جواد كاظم
عندما تعرض كتائب القسام فلم لاسير صهيوني يبدا المحللون سرد حكاياتهم عن ابعاد هذا الفلم ، يرافق العرض ردود افعال الصهاينة والامريكان لاسيما للاسير مزدوج الجنسية ، كذلك يبدا التهديد والوعيد الصهيوامريكي لحماس ، كذلك مظاهرات عارمة في تل ابيب للمطالبة بالصفقة .
بينما لا تحرك ساكن هذه الوسائل الاعلامية التي تناقلت فلم ابو عبيدة مع الابادة والمجازر التي يرتكبها الصهاينة بحق اهالي غزة ، اطفال نساء شيوخ وكأن دمائهم رخيصة يقابلها الاهتمام باسير يعيش بافضل رعاية من حماس وتدافع عنه مثلما تدافع عن نفسها للحفاظ على حياته .
لا اتحدث عن ضوابط الحياء والخجل ، لا اتحدث عن صيانة الكرامة ، لا اتحدث وانتقد الكيل بمكيالين ، لا اتحدث عن الموقف العربي اتجاه ابناء غزة لانها كلها لا تحرك ساكن لدى الاطراف المعنية ، و اذكركم بقباحة ترامب قبل دخوله البيت الابيض واصراره على وقف اطلاق النار مع المقاومة ، ليعود باسوء مما فعل بايدن ويوسع رقعة الحرب ليضرب اطفال اليمن ، هم يدعون ـ الصهاينة والامريكان ـ بانهم ضربوا مقرات المقاومة، فان كان كذلك فكيف ياتيكم الرد بعد اعتدائكم الوحشي عليهم ؟
وحتى كتائب القسام عندما تستخدم ورقة الاسرى الصهاينة للضغط على حكومة نتن ياهو من اجل وقف اطلاق النار ، وانا اسالهم مع كل الافلام التي عرضتموها هل تغير موقف الكيان في المفاوضات ؟ واؤكد على عدم عدالة الطرفين العربيين في التفاوض فانهما يميلان للكيان ويضغطان على المقاومة ، والماساة بعينها ان ما لدى حكام الخليج تحديدا من ورقة لاهل غزة هو دفع اموال قبالة ابرياء غزة واضعاف هذه الاموال هي استثمار لدى بيت الشر الامريكي .
ذكر المحلل العماني مسعود المعشيني ان شروط ايران في الدخول بمفاوضات مع امريكا ان يرفع الحصار عن غزة وايقاف اطلاق النار بشكل دائمي ، وهذا ليس بمستبعدعلى ايران وهذا الشرط يعني يا امريكا ابعدي نقطة من نقاط تفاوضك وهي تخلي ايران عن المقاومة .
عندما يظهر اهالي غزة وهم يعيشون الماساة ويقولون اين العرب ؟ وانا اتعجب كيف يضعون املهم في العرب ؟ هذا حقيقة ان كانوا يعتقدون بان الغرقان يتشبث بقشة ، بينما واقعا ضمير العرب هو القشة التي قصمت ظهر الغيرة العربية .
حقيقة هنالك الكثير ممن لا يتابع الاخبار لانها مكررة وتحمل كل معاني الحقارة والوحشية الصهيوامريكية ، لكن والله لا احد ينسى غزة .
الاخبار التي تتداولها وسائل الاعلام ليست هي الحقيقة اطلاقا وبتاتا انا اجزم على ذلك ، لانني من خلال قراءة كتب التاريخ للقرن الماضي فاني اجدها متضاربة مع بعضها ومتناقضة مع ما كنا نعلمه ، وهذا سيكون طبق الاصل على ما يحدث اليوم من جرائم سياسية وسياسة الجرائم في المنطقة .
جريمة السياسة هي التعامل العربي والدولي مع ما يجري في فلسطين مصداق للجريمة السياسية ، وسياسة الجريمة هي التناغم بين الكيان الصهيوني والجولاني والامريكاني والاردوغاني في اقتراف المجازر في المنطقة وفق سياسة دموية لا ترتوي مهما كان حجم الجرائم.