نتخابات قادمة بلا تزويـ..ـر
كتب / عارف المقداد ...
سيحصل تزويـ.ـر حتماً ، فلا يغرّنكم عنوان المقال ، فالذي لن يحصل هو التزويـ.ـر الالكتروني ، فجميع الكتل أعدّت العدّة للحيلولة دون سرقة أصواتها الكترونياً ، و حتى الكتل القادرة على ذلك لن تفعل درءاً لردّة الفعل القاسية ضدها من مظاهرات و اعتصامات و تعطيل لجلسات البرلمان ، ناهيك عن إصرار القضاة من اعضاء المفوضية على عدم حصول ذلك حفاظاً على سمعتهم التي ربّما اهتزت لدى البعض ( على الاقل ) بعد أن وقف الحاج العامري بشيبته أمامهم يستعرض الادلة على حصول التزويـ.ـر عام ٢٠٢١ ..
سيحصل تزويـ.ـر ..
و لكن هذه المرّة تبدّلت ساحته و تغيّر ميدانه ، لينتقل الى ما يمكن تسميته ب ( تزويـ.ـر الإرادة )..
اذن ، ماذا نقصد بتزويـ.ـ الارادة .
لقد برز لدينا جيل جديد فتح عينيه على مجموعة مافيـ.ـات و خليط من السياسيين الفاشلين و شرذمة قليلون من الغيورين من السياسيين و بعض المقـ...ـاومين ممن يندد اعلاميا و يهـ..ـدد قانونياً بلا جدوى ..
أغلب هذا الجيل ينظر للوطن و الصوت بنظرة أخرى تختلف عن سابقه ممن تربّى على مبادئ واضحة و فتوى صريحة بحرمة بيع الصوت ..
أغلب هذا الجيل لم يرَ رسالة عملية لمرجع ديني في غرفة استقبال الضيوف كما كنّا نراها نحن ..
عندما تدخل وحوش الاونلاين من باب تخرج المبادئ هاربةً من الشباك ..
الصوت أصبح سلعة ( كالدولار ) يُباع و يشترى عند عدد لابأس به من العازفين عن المشاركة بالانتخابات و الذين يشكّلون نسبة الستين بالمائة من وسط و جنوب العراق ..
لذا أصبحوا غرضاً للفاسديـ.ـن و طُعمةً للمتمولين ..
منذ شهر و الى الان نشهد اضخم عملية شراء اصوات يشهدها العراق ، و الكل شاهد و الكل صامت ..
و أكثرُ من أشعلَ سوقَ الصوت هم المرشحون من الطبقة الارستقراطية التي نشأت بعد ال ٢٠٠٣ و مافيـ...ـات الفساد السياسي ممن يسعى للحصول على ( وزير ) بسبعة برلمانيين و أكثر يمرر من خلاله صفقاته المشبوهة .
نحن أمام محنة ، لا يعيها شبابنا الصاعد ، و لا (ولي ) لنا يصدح بهذه الحقيقة لتعي النخب دورها ، و تتراجع صراصير السياسة من سرّاق الاصوات الى مجاريها بعد أن تشرق عليها شمس البصيرة ..
ساعدَ الله الشرفاء في الانتخابات القادمة ، فالتنافس على أوجّهِ و المنافس غير شريف.