تحركات أمريكية غامضة في قلب بغداد ..سيارات مظللة وأجهزة تنصت تهدد أمن العراق”
كتب /د. إلياس خضر …
تشهد العاصمة العراقية بغداد، وتحديداً منطقة الكرادة، تحركات مثيرة للقلق لمجاميع غير معروفة تتحرك بسيارات مدنية مظللة، يُعتقد أنها مزودة بأجهزة تنصت ومراقبة متقدمة.
هذه التحركات، التي باتت حديث الشارع البغدادي، تثير تساؤلات مشروعة حول أهدافها الحقيقية، ومدى ارتباطها بجهات استخبارية أجنبية، وعلى رأسها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) والسفارة الأمريكية في بغداد.
سلوك مريب وسط صمت حكومي
الملاحظ أن هذه المركبات لا تحمل لوحات تعريفية واضحة، وتتحرك في أوقات متأخرة من الليل أو خلال ساعات الذروة لتفادي الانتباه.
شهود عيان في الكرادة، إحدى أكثر المناطق حيوية في بغداد، أفادوا بأن الأفراد داخل هذه السيارات لا ينتمون للقوات العراقية المعروفة، ويرتدون زياً مدنياً، لكن تصرفاتهم تنم عن تدريب أمني عالي، يُرجح ارتباطهم بجهات خارجية.
أجهزة تنصت… وإمكانية تنفيذ اغتيالات
ما يثير القلق هو المعلومات المسربة عن وجود أجهزة تنصت داخل هذه المركبات، تُستخدم لرصد مكالمات وتحركات شخصيات سياسية وأمنية حساسة. وهو ما يفتح الباب أمام فرضية خطيرة: هل تستعد هذه المجاميع لتنفيذ عمليات اغتيال مدروسة لخلط الأوراق السياسية أو إثارة الفوضى في وقت حرج تمر به البلاد؟
مطالبات بالتحقيق والمحاسبة
الشارع العراقي، ومعه عدد من النواب والناشطين، بات يطالب علناً بإخضاع هذه التحركات للتحقيق الفوري والشفاف. كما يدعون الحكومة إلى عدم التهاون مع أي انتهاك للسيادة العراقية، تحت أي ذريعة كانت، بما فيها “التحركات الدبلوماسية”. إذا ثبت أن لهذه التحركات صلة بالسفارة الأمريكية أو عناصر مرتبطة بالاستخبارات الأمريكية، فإن الأمر يتطلب موقفاً وطنياً صارماً.
هل بات العراق مكشوفاً؟
الوضع الأمني في بغداد لا يحتمل تكرار سيناريوهات الفوضى والتدخل الخارجي. حيث إن السماح لمجاميع مجهولة بالتحرك بحرية تامة في العاصمة دون رقابة، خاصة إذا كانت مزودة بتقنيات متقدمة، يُعد خرقاً خطيراً لا يمكن السكوت عنه
لذالك يجب على السلطات العراقية، بما في ذلك الأجهزة الأمنية والبرلمان، التحرك سريعاً لوضع حد لهذه التحركات المشبوهة. فالأمن القومي العراقي خط أحمر، وأي تهاون في هذا الملف سيجعل من بغداد ساحة مفتوحة أمام المشاريع الأجنبية، التي لا تراعي سوى مصالحها حتى وإن كان ذلك على حساب دماء العراقيين.