كردستان تغرد خارج السرب وتوقع اتفاقيات استثمار النفط والغاز.. دون الرجوع لحكومة المركز..!
كتب / يوسف الراشد ||
حكومة إقليم كوردستان وفي خطوه استباقية وشيطانية وغفلة الحكومة الاتحادية تلعب دورا للسيطرة على مفاتيح مستقبل الطاقة في المنطقة والإقليم وللانسلاخ من المركز وتوقع في قلب العاصمة الأمريكية واشنطن بعشرات المليارات من الدولارات مع شركتين امريكيتين في مجال الطاقة والغاز وفي توقيت سياسي بالغ الحساسية فالعراق ومنذ عام 2005 لم يشرع قانونا موحدا للنفط والغاز لوجود خلافات وتباينات في المواقف داخل قبة البرلمان وخاصة مع النواب الاكراد .
وهي بهذا الاجراء قد بعثت رسائل مفادها ان ما عجزت عنه بغداد وعرقلت تحقيقه فقد تحقق بجهود حكومة كردستان دون الرجوع الى حكومة بغداد وهذا اول العصيان على المركز والانسلاخ من جسد الدولة العراقية واضفاء الشرعية الدولية لاستثمار مواد الإقليم وتوقيع الاتفاقيات والاستثمار الطويل الأمد والتحول في الخارطة الإقليمية الدولية الجديدة لإقليم كردستان .
ان ماتقوب به حكومة واشنطن من توقيع المعاهدات هو مخالف لجميع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية وزرع الفتنة والاضطراب داخل العراق والمنطقة لان الاقليم هو جزء لا يتجزء من العراق والحكومة الاتحادية هي المخولة في عقد الاتفاقات وابرام العقود لانها عقود سيادية لاي حق للإقليم توقيعها ومخالف لجميع المواثيق والعهود والبروتوكلات وما يقوم به الإقليم هو مخالف للشرعية وإعلان العصيان على الدولة العراقية.
على وزارة الخارجية العراقية ارسال رسائل احتجاج الى حكومة واشطن ولان العراق يرتبط معها بمواثيق ومعاهدات واتفاقيات ويلزم الامريكان الرجوع اليها والتقيد بها او الرجوع الى الأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي والمحافل الدولية او تدخل الدول الصديقة مثل روسيا والصين وكوريا لا يقاف هذا التجاوز على حق العراق ولان لايحق لكردستان التصرف بموارد ونهب وثروات العراق .
للاسف الشديد فان جميع الحكومات العراقية المتواية منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا لم تكن حازمة وقوية امام طغيان وعنجهية واستغلال من يدير شؤون إقليم كردستان مما جعلهم يتمردون على المركز ولا يهابونه ولا يشاركون المركز يخيراته ومواردة وثرواته فكل ما في الإقليم هو للإقليم ولا يعطون المركز أي شيء بل يشاركون المركز بالثروات والمكتسبات وهذا مما جعلهم يتمردون ويعصون على المركز .
ان الاتفاق الجديد مع هتين الشركتين الامريكيتين سيمنح حكومة الإقليم قوة إضافية ستستخدمها للوي ذراع المركز والتحكم بالغاز الطبيعي والذي سيعوض عن النقص الذي ولدته حرب روسيا مع أوكرانيا.
على حكومة إقليم كردستان ان تعي جيدا ان الامريكان لا يحمون احد وان الذي يتغطى بالامريكان فهو عاري وان يعودوا الى حكومة المركز وان لا يتمردوا فالندم لا ينفع ولا يحمي المغفلين والدولة تبقى دولة وان ضعفت بعض أركانها .