العصيان الكردي الناعم.. شاخوان يتحدى بغداد وأربيل تشتعل تحت أعين الموساد والـCIA
31 أيار 16:35
المعلومة / بغداد.. في تطور خطير يسلط الضوء على أزمة الثقة المتفاقمة بين بغداد وأربيل، أعلن شاخوان عبد الله، النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي (ممثل عن أحد الأحزاب الكردية البارزة)، انسحابه من العملية السياسية ومقاطعة الحكومة المركزية، ما اعتبره مراقبون عصيانًا سياسيًا ناعمًا يهدف للضغط على بغداد. *خلفية الأزمة: التحرك الكردي الأخير يأتي في ظل النزاع المستمر بشأن حصة الإقليم من الموازنة العامة (12.6%)، والتي رُبطت مؤخرًا بضرورة تسديد مستحقات تصدير النفط عبر شركة سومو الاتحادية. غير أن الإقليم، بحسب مسؤولين في وزارة المالية، لا يزال يراوغ في الالتزام بشروط الاتفاق المالي، في الوقت الذي يطالب فيه بحصته كاملة. ورغم التصعيد الواضح من طرف نائب رئيس البرلمان، لم تصدر الحكومة العراقية او رئاسة البرلمان أي موقف رسمي أو ردّ حتى الآن، ما أثار موجة من الانتقادات داخل الأوساط السياسية، وطرح أسئلة ملحة حول جدية الدولة في فرض سيادتها. *تقارير استخباراتية وتحذيرات أمنية: مصادر أمنية واستخباراتية كشفت عن نشاط ملحوظ لعناصر من أجهزة استخباراتية أجنبية داخل أربيل، في مقدمتها الموساد الإسرائيلي ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، والتي يُعتقد أنها تعمل على تأجيج النزاعات الداخلية وتشجيع الانفصال التدريجي عن بغداد. أربيل، التي تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى ملاذ آمن للبعثيين الهاربين والمعارضين السياسيين من مختلف التيارات، أصبحت مركزًا للتخطيط والتأثير في قرارات بغداد، عبر ضغوط دولية وصفقات اقتصادية وأمنية مشبوهة.
العصيان الكردي الناعم.. شاخوان يتحدى بغداد وأربيل تشتعل تحت أعين الموساد والـCIA
*من يحاسب شاخوان ؟ في ظل هذا التمرد السياسي والمالي، تبقى الاسئلة الأكثر إلحاحًا: من يحاسب شاخوان ؟ وهل يُسمح لمسؤول في الدولة العراقية بأن يستخدم موقعه الرسمي كأداة لابتزاز بغداد؟ ولماذا هذا الصمت الحكومي والبرلماني المريب تجاه تصريحات تهدد وحدة العراق واستقراره؟ وبهذا الصدد قال الدكتور كامل الجميلي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بغداد ان “تصريحات شاخوان تمثل تحريضًا علنيًا على النظام السياسي، وتكشف عن مشروع مبيت يتجاوز الخلافات المالية. ما يجري هو استثمار سياسي لحالة التراخي الحكومي في مواجهة تجاوزات بعض القوى الكردية، وهذا الصمت هو الذي جرّأ البعض على التلويح بالعصيان والانسحاب وكأن العراق بات شركة مساهمة يتم الخروج منها عند أول خلاف.” وأضاف الجميلي أن “أربيل اليوم ليست فقط طرفًا في نزاع إداري، بل قاعدة أمامية لقوى إقليمية ودولية تتعامل مع العراق كملف أمني مفتوح، وليس كدولة ذات سيادة". ويواجه العراق معركة داخلية مركبة، ليست فقط حول النفط أو الأموال، بل حول الهوية الوطنية والسيادة. والتحدي اليوم لم يعد فقط في أربيل، بل في ردّ بغداد: هل ستواجه؟ أم تستسلم لابتزاز الداخل وخطط الخارج. انتهى /25