قبل أن ينفجر المشهد السنّي… السوداني يُنقذ الخنجر بتحالف مضاد للحلبوسي
4 حزيران 18:09
المعلومة / خاص
في كواليس السياسة العراقية، يتحرك رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بقلق واضح، وسط مؤشرات متزايدة على تصدعات داخل البيت السُنّي قد تُخل بتوازنات ما بعد الانتخابات. الخوف الأكبر للسوداني اليوم ليس من المعارضة ولا من الخصوم السياسيين، بل من انفجار وشيك داخل تحالف “السيادة” بزعامة خميس الخنجر.
السوداني، الذي يرى في الخنجر أحد أدوات التوازن والضبط داخل المشهد السُنّي، دخل على خط الأزمة سريعًا، مدفوعًا بمصالح سياسية مباشرة وفوائد مالية غير خافية. فبقاء الخنجر متماسكًا في تحالف “السيادة” يعني استمرار التنسيق بين رئاسة الحكومة وبعض أجنحة القوى السُنّية، ويمنح السوداني قدرة على التأثير في خارطة بغداد الانتخابية دون الحاجة لعقد صفقات جديدة مع خصوم سياسيين.
لكن مصطفى الكبيسي، الطامح إلى زعامة انتخابية، اصبح يشكّل تهديدًا مباشرًا لهذا التوازن، خاصة بعد انشقاق الكبيسي وتشكيله تحالف انتخابي جديد وهو مايؤدي الى خلط الأوراق في أكثر الدوائر سخونة، وعلى رأسها بغداد.
ومن هنا، بدأ السوداني تحركًا لاحتواء الأزمة، عبر سيناريو جديد يجمع بين الخنجر والنائب المنشق زياد الجنابي، في تحالف انتخابي واحد. وفي خطوة لافتة، استضاف السوداني اجتماعًا خاصًا جمع الخنجر والجنابي، في محاولة لصياغة تحالف سنّي “مضاد” يواجه به تحالف “تقدم” برئاسة محمد الحلبوسي المتهم بالتزوير .
الرهان الجديد للسوداني هو توحيد الخنجر، الذي يمتلك التمويل والقاعدة التنظيمية، مع الجنابي، الذي انفصل عن الحلبوسي ويحمل أوراقًا قوية في بغداد. وهدف هذا التحالف المرتقب واضح ،منها ضرب الحلبوسي في معقله الانتخابي وإعادة تشكيل المشهد السُنّي وفق خارطة موالية للحكومة، ومربحة سياسيًا وماليًا في آن واحد.
ما يدفع السوداني للتحرك بهذا الشكل الحاد هو خشيته من أن يؤدي تشظي القوى السُنّية إلى ولادة كتل انتخابية “مشاغبة” في البرلمان المقبل، ما يضعف سلطته، ويفتح الباب لصفقات سياسية معقدة تهدد استقرار حكومته، خصوصًا في ملف التوازنات داخل المحافظات الغربية.
وبينما تتسارع اللقاءات وتُعقد التفاهمات خلف الأبواب المغلقة، يبقى السؤال الكبير: هل ينجح السوداني في الحفاظ على الخنجر وتحييد الكبيسي؟ أم أن القادم سيحمل مشهدًا انتخابيًا سنّيًا ممزقًا، يعيد للحلبوسي المقال فرصته في الصعود من جديد؟
التحركات في بغداد لا تشبه ما سبقها… فالمعركة القادمة ليست فقط على المقاعد، بل على زعامة المكوّن السنّي بأكمله.انتهى 25
