جيش سوري بمقاتلين أجانب.. ما الذي يُحاك في الخفاء؟
4 حزيران 20:45
المعلومة/ تقرير..
تشهد الساحة الإقليمية تحولات متسارعة تثير قلقاً متزايداً في الأوساط السياسية والأمنية، لاسيما فيما يتعلق بالمخططات الأمريكية الرامية إلى تشكيل ما يُعرف بـ"الجيش السوري الجديد" داخل الأراضي السورية. المشروع، الذي تصفه أطراف عراقية وأمنية بأنه "محاولة لإعادة تدوير الجماعات الإرهابية"، يتضمن إدماج مقاتلين أجانب كانوا ينتمون إلى تنظيمات متطرفة مثل داعش والقاعدة، في كيان عسكري منظم ومدعوم دولياً.
هذا التحرك، الذي يأتي في ظل توتر مستمر في المنطقة، يفتح الباب واسعاً أمام احتمالات التصعيد وعودة الفوضى الأمنية، لا سيما وأن العناصر المستهدفة بالدمج ما زالت تحمل فكراً تكفيرياً متطرفاً، يشكّل تهديداً مباشراً لأمن العراق ودول الجوار. التحذيرات الصادرة من لجنة الأمن والدفاع النيابية وخبراء أمنيين عراقيين تعكس خطورة الموقف، وتدق ناقوس الخطر حيال نوايا الولايات المتحدة في خلق جيش رديف يؤسس لمرحلة جديدة من عدم الاستقرار في سوريا والمنطقة.
* جيش بديل
وفي هذا الصدد، حذر عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية علي البنداوي، من تداعيات أمنية خطيرة تهدد العراق والمنطقة، نتيجة السماح بدمج مقاتلين أجانب ينتمون لتنظيمات إرهابية ضمن ما يُعرف بـ"الجيش السوري الجديد"، الذي تسعى الولايات المتحدة لتشكيله في الأراضي السورية.
وقال البنداوي في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "الولايات المتحدة تمضي في مشروع خطير يهدف إلى إعادة تدوير الجماعات الإرهابية عبر دمج عناصر شديدة التطرف، بعضها كان مطلوباً دولياً، داخل تشكيلات الجيش السوري الجديد".
وأضاف أن "عقيدة هؤلاء المقاتلين لا تختلف عن عقيدة تنظيم داعش الإرهابي، وهم لا يزالون يحملون الفكر التكفيري، ما يجعل من الجيش المزمع تشكيله بمثابة تهديد مباشر لأمن العراق ودول الجوار".
وأوضح النائب أن "أمريكا، التي أسست سابقاً تنظيمي القاعدة وداعش، تسعى اليوم إلى منح هذه الجماعات الإرهابية غطاءً شرعياً ومؤسسياً عبر دمجها في تشكيل عسكري رسمي، ما يعني تحويل الجماعات الإرهابية إلى جيش له دعم وتمويل دولي".
وأكد البنداوي أن "أي وجود عسكري لتلك المجاميع المتطرفة قرب الحدود العراقية سيُعد تطوراً خطيراً يستدعي تحركاً عاجلاً من قبل الحكومة العراقية، بالتنسيق مع القوى الإقليمية، لمنع تمرير هذا المخطط".
جيش سوري بمقاتلين أجانب.. ما الذي يُحاك في الخفاء؟
* خطر إقليمي
في هذه الأثناء، حذّر الخبير الأمني هشام الدراجي، من خطوة وصفت بـ"الخطيرة جداً" تتعلق بدمج جماعات إرهابية أجنبية في صفوف الجيش السوري، محذراً من تداعيات هذه الخطوة على أمن العراق والمنطقة بأكملها.
وقال الدراجي في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "التحركات الجارية لتأسيس تشكيلات عسكرية جديدة داخل الجيش السوري تضم عناصر من جماعات إرهابية أجنبية، تمثل تهديداً مباشراً لأمن البلاد، وتؤسس لمرحلة جديدة من الفوضى الأمنية".
وأضاف أن "تلك الجماعات كانت مطلوبة دولياً بتهم الإرهاب، وكانت محل ملاحقة من قبل أجهزة أمنية إقليمية ودولية، لكنها اليوم تُمنح الشرعية وتُدمج داخل مؤسسة رسمية سيادية".
وأوضح أن "الخطورة لا تكمن فقط في الشرعنة، بل في ما سيتبعها من عمليات تدريب وتسليح ودعم مباشر من قبل قوى إقليمية وغربية، على رأسها الولايات المتحدة، التي تحاول إعادة إنتاج الجماعات المتطرفة ضمن تشكيلات مسلحة جديدة".
وأكد الدراجي أن "الولايات المتحدة تسعى إلى خلق جيش رديف مكوّن من عناصر متشددة، هدفه إثارة الاضطرابات وبث الفوضى وتقويض الاستقرار السياسي والعسكري في سوريا والمنطقة".
وفي ظل هذا المشهد المتقلب، تتعاظم التحديات الأمنية التي تواجه العراق والمنطقة، ما يتطلب يقظة دبلوماسية وأمنية عالية المستوى، وسرعة في اتخاذ إجراءات وقائية تحول دون عودة التهديدات الإرهابية تحت غطاءات جد.انتهى25ز