برلمان في إجازة… وسيادة في مقبرة .. حين تصول الطائرات وتنام الكراسي!
14 حزيران 20:49
المعلومة/ خاص... في الوقت الذي تُنتهك فيه السيادة العراقية ليلًا ونهارًا، وتُحلق طائرات التحالف الأميركي — وأحيانًا الإسرائيلية — في سماء العراق دون رادع، يغيب البرلمان في عطلة غير مبررة، وتلوذ الحكومة بصمت ثقيل ومريب. لا جلسات طارئة، لا مواقف رسمية، ولا حتى استنكار إعلامي؛ كأنما العراق بلد متروك على قارعة النزاعات الدولية، وبدون من يدافع عنه تحت قبّةٍ أصبحت فارغة من الوطنية. البرلمان الغائب… والبلاد على صفيح من نار بينما تمرّ البلاد بواحدة من أخطر مراحلها السيادية وخاصة بعد الاعتداءات الاسرائيلية على الجمهورية الإسلامية من يوم الجمعة الماضي واستباحة ارض العراق من قبل الطائرات الأمريكية والاسرائيلية، يواصل مجلس النواب العراقي غيابه التام، إما في عطلات موسمية لا معنى لها، أو في ترف الجلسات الشكلية التي تنتهي بلا قرارات. فهل يُعقل أن سماء العراق مستباحة من قبل طائرات لا يُعرف إن كانت أمريكية أو إسرائيلية، ولا يُعقد لأجلها حتى اجتماع طارئ؟ الحكومة غائبة أم متواطئة؟ الحكومة العراقية، التي يفترض بها أن تتحرك فورًا لحماية الأجواء والحدود، تبدو إما مرتبكة أو قد تكون راضية ضمنيًا وسط
تساؤلات الشارع … • هل هناك اتفاقات سرية مع واشنطن تُتيح للطائرات التجسس والتنقل بحرية؟ • هل أصبحت إسرائيل حاضرة عسكريًا عبر بوابة كردستان أو قواعد أميركية؟ • من المسؤول عن هذا الانهيار الكامل في ملف السيادة؟ التحالف الدولي… وصوت الاحتلال بلا احتلال لم تعد القوات الأميركية بحاجة لقواعد واضحة أو وجود رسمي معلن؛ فهي حاضرة في السماء، وعلى الأرض، وفي القرار الأمني أحيانًا. والغريب أن معظم العمليات التي تُنسب للتحالف تمر من فوق رؤوس السياسيين دون حتى تصريح صحفي. وأصبحت “السيادة” مجرد شعار انتخابي، يُذكر وقت التصويت، ويُنسى وقت الحقيقة. الشعب وحده في الميدان مع تزايد الانتهاكات، يشعر العراقيون أن لا أحد يمثّلهم حقًا في البرلمان. فالصمت يُفسر تواطؤًا، والغياب يُترجم جبنًا، وما بينهما تضيع هيبة الدولة. الناس تسأل: هل أصبحنا ساحة اختبار للطائرات الأميركية والإسرائيلية؟ وهل يُراد للعراق أن يبقى بلا غطاء وطني؟ السيادة لا تُحمى بالتصريحات لا قيمة لأي برلمان، ولا هيبة لأي حكومة، إن كانت السماء مفتوحة والقرارات مغلقة. إذا كان السلاح الأمريكي يسرح ويمرح، وطائرات التجسس الاسرائيلي تُحلّق في وضح النهار، بينما يغطّ السياسيون في نوم عميق — فإن العراق يدخل فعليًا مرحلة ما بعد الدولة، فالسيادة ليست شعارًا يُقال… بل موقف يُتخذ. انتهى / ٢٥