المعركة الاستخبارية.. الموساد يستخدم كردستان منصة لضرب إيران

المعلومة / تقرير..
في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة التوترات الإقليمية، وتغلي المنطقة فوق صفيح ساخن من الأزمات الأمنية، تبرز على السطح مؤشرات خطيرة عن تحركات استخبارية تنفذها جهات أجنبية داخل الأراضي الإيرانية، انطلاقاً من بوابات رخوة على الحدود العراقية. تقارير أمنية وصحفية تكشف عن نشاط متسارع لجهاز الموساد الإسرائيلي، الذي لم يكتفِ بجمع المعلومات أو اختراق البُنى التحتية السيبرانية، بل تجاوز ذلك إلى إنشاء قواعد للطائرات المسيرة، وتهريب معدات قتالية متقدمة إلى العمق الإيراني، عبر طرق متعددة تتضمن الحاويات والمركبات التجارية وحتى الحقائب اليدوية.
الخطير في هذه التطورات ليس فقط الجرأة التي أصبح يتحرك بها الكيان الصهيوني في قلب المنطقة، بل في الدور المتنامي لبعض الجهات داخل إقليم كردستان العراق، والتي توفر بيئة آمنة وحاضنة لتلك العمليات. فالإقليم، الذي يتمتع بخصوصية إدارية وأمنية، بات وفق مراقبين ومصادر مطلعة، ممراً ومستقراً لمخططات الموساد، ما يُلقي بظلال ثقيلة على مستقبل الأمن القومي العراقي والإيراني على حد سواء.
* موساد الإقليم
وفي هذا الصدد، اتهمت الكاتبة والصحفية الإيرانية فاطمة سياحي، أطرافاً في إقليم كردستان العراق، خصوصاً جبهة تحرير كردستان، بالتورط في تسهيل أنشطة جهاز الموساد الإسرائيلي داخل الأراضي الإيرانية، في إطار التحضير للهجوم الذي وقع في 13 حزيران 2025.
وقالت سياحي في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "الموساد الصهيوني تمكن، خلال الأشهر الماضية، من التسلل إلى الداخل الإيراني وإنشاء قواعد للطائرات المسيّرة الانتحارية في مناطق مفتوحة وقريبة من منظومات الدفاع الجوي"، مؤكدة أن "هذه القواعد تم تجهيزها ضمن خطة ممنهجة استمرت شهوراً".
وأضافت أن "عناصر الموساد قاموا بتهريب مئات الطائرات المسيرة الصغيرة (الكوادكوبتر) ومتفجرات إلى داخل إيران باستخدام وسائل نقل متنوعة كالحاويات والحقائب والشاحنات، بالتزامن مع استمرار نشاط الفرق الميدانية داخل البلاد حتى ساعات متأخرة من يوم تنفيذ الهجوم".
وأوضحت أن "الموساد عمل أيضاً على تهريب مركبات مزوّدة بأنظمة هجومية متقدمة بهدف تعطيل الدفاعات الجوية الإيرانية، ويُعتقد أن هذه المركبات دخلت البلاد عبر الحدود البرية أو من خلال موانئ بحرية".
وتابعت أن "الهجمات التي استهدفت محافظتي خوزستان وإيلام بطائرات خفيفة غير مسلحة بأسلحة ثقيلة، تعزز الفرضية التي تشير إلى انطلاقها من الأراضي العراقية، أو عبر تسلل مباشر عبر الحدود العراقية".
وأشارت إلى أن "رغم غياب الأدلة الميدانية المباشرة، إلا أن دور إقليم كردستان – ككيان شبه مستقل – في تسهيل أنشطة الموساد الإسرائيلي يُعد ذا أهمية بالغة"، مؤكدة أن "التعاون الاستخباري بين أربيل وتل أبيب لم يعد سراً، ويمنح تل أبيب هامش تحرك لضرب الأمن القومي الإيراني".

• 

* صمت رسمي
في هذه الأثناء، اتهم رئيس حركة حقوق النيابية النائب سعود الساعدي، حكومة إقليم كردستان باحتضان عناصر من جهاز الموساد الإسرائيلي، وداعياً إلى عقد جلسة طارئة للبرلمان لمناقشة الملف.
وقال الساعدي في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "معلومات مؤكدة تشير إلى وجود نشاط استخباري للموساد الصهيوني داخل إقليم كردستان، بدعم وتنسيق من بعض الجهات النافذة في أربيل"، مضيفاً أن "هذا التواطؤ يمثل تهديداً مباشراً للأمن القومي العراقي ويخالف نصوص الدستور الذي يمنع إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني".
وأشار إلى أن "العملاء المتواجدين في الإقليم يشاركون في إدارة الأزمات الإقليمية وزعزعة الاستقرار عبر أدوات استخبارية معقدة"، لافتاً إلى أن "السكوت عن هذا الملف سيشجع على المزيد من التغلغل الأجنبي داخل العراق".
ودعا الساعدي رئاسة مجلس النواب إلى "إدراج هذا الموضوع الخطير ضمن جدول أعمال الجلسة البرلمانية الطارئة المرتقبة، واتخاذ خطوات واضحة لمساءلة حكومة الإقليم عن هذه الخروقات الأمنية".
ومع تزايد المطالبات بعقد جلسة طارئة في البرلمان لمساءلة حكومة الإقليم، يبقى التساؤل مطروحاً: إلى متى يستمر الصمت الرسمي أمام أنشطة تمسّ صميم السيادة والأمن القومي لدول الجوار، وربما العراق ذاته؟. انتهى25ز