من تل أبيب إلى أربيل.. خريطة أهداف طهران إذا دخلت واشنطن الحرب
21 حزيران 14:45
المعلومة / بغداد ..
تسير الحرب المستمرة بين الكيان الصهيوني والجمهورية الإسلامية الإيرانية نحو منعطف خطير، وسط تصاعد التحذيرات من توسع رقعة المواجهة إلى صراع إقليمي مفتوح، في حال قررت الولايات المتحدة التدخل عسكرياً بشكل مباشر.
فمع استمرار الضربات المتبادلة والتوترات المتصاعدة، تؤكد أطراف عديدة في المنطقة أن أي تورط أميركي مباشر في الحرب لن يمر دون رد واسع وعنيف من قبل طهران، قد يشعل المنطقة بأكملها.
النائب عن تحالف الفتح، مختار الموسوي، قال في تصريح لوكالة /المعلومة/ إن الولايات المتحدة إذا ما دخلت بشكل مباشر على خط الحرب الجارية، فإن الرد الإيراني سيكون غير مسبوق ولن يقتصر على استهداف الكيان الصهيوني فقط بل سيطال جميع حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط إضافة إلى قواعدها ومصالحها العسكرية المنتشرة في أكثر من دولة.
وأوضح الموسوي أن طهران لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أي عدوان أميركي مباشر، مؤكداً أن القيادة الإيرانية أعدّت بنك أهداف يشمل أراضي في إقليم كردستان العراق، والأردن، وعددًا من دول الخليج، إضافة إلى القواعد الأميركية في العراق وسوريا وعموم المنطقة، ما يشير إلى أن أي مواجهة مقبلة ستكون شاملة وغير قابلة للاحتواء السريع.
ويقرأ مراقبون المشهد من زاوية خطيرة تتمثل في أن المنطقة تقف على حافة انفجار كبير حيث أن دخول الولايات المتحدة بشكل مباشر في ساحة الحرب سيقلب المعادلة رأساً على عقب، وسيحول المواجهة من صراع محدود إلى حرب إقليمية مفتوحة خاصة مع ما تمتلكه إيران من أدوات ردع قوية، من صواريخ دقيقة وطائرات مسيّرة وفصائل مسلحة منتشرة في عدد من الدول تشكل جميعها شبكة جاهزة للتفعيل فور اندلاع المواجهة الكبرى.
ويتوقع محللون أن تشمل تداعيات الحرب في حال توسعها انهيار مشاريع سياسية واقتصادية كبرى في المنطقة مع احتمال تصاعد أسعار النفط إلى مستويات قياسية نتيجة التهديد المحتمل للملاحة في الخليج العربي ومضيق هرمز إضافة إلى تعطيل الإمدادات الحيوية للعالم، ما من شأنه إحداث أزمة طاقة عالمية.
وفي السياق ذاته، حذر خبراء استراتيجيون من أن واشنطن، رغم دعمها غير المباشر لتل أبيب تدرك حجم الخسائر التي قد تتكبدها إذا قررت التدخل المباشر، سواء على صعيد أرواح جنودها أو مصالحها الاقتصادية والعسكرية وهو ما يفسر ترددها حتى الآن في الانخراط الكامل في الحرب.
ويتوقع أن تضع الإدارة الأميركية في الحسبان مواقف الرأي العام داخل الولايات المتحدة والمخاوف من تكرار سيناريوهات الانزلاق إلى حروب مكلفة وطويلة الأمد في الشرق الأوسط كما حدث في العراق وأفغانستان.
وفي ظل هذا المشهد المعقد تبقى كل السيناريوهات مفتوحة على مصراعيها، في وقت تزداد فيه مؤشرات التصعيد وتتقلص فرص الحل السياسي فالحرب إذا ما توسعت، لن تبقى محصورة بين الكيان وإيران، بل ستجر خلفها معظم دول المنطقة ما ينذر بزلزال سياسي وأمني غير مسبوق.
وفي حال لم يتم احتواء التصعيد عبر القنوات الدبلوماسية، فإن الشرق الأوسط مقبل على مرحلة جديدة من الفوضى وعدم الاستقرار سيكون من الصعب الخروج منها دون خسائر جسيمة على جميع المستويات.انتهى 25/س