بين التغوّل الأميركي والتواطؤ الصهيوني..من يحاسب من؟
21 حزيران 20:25
المعلومة / تقرير.. رغم مرور سنوات على توقيع الاتفاقيات الأمنية بين العراق والتحالف الدولي، لا تزال السيادة الجوية للبلاد عُرضة للخرق والاستهانة، في ظل غياب أي مؤشرات فعلية على التزام هذه القوى الأجنبية بحدود مهماتها المعلنة. تكرار الخروقات الجوية، وتحوّل الأجواء العراقية إلى ممرات لعبور طائرات أجنبية تشن ضربات ضد دول الجوار، يعيد طرح تساؤلات جوهرية حول جدوى بقاء هذا التحالف، وما إذا كانت مهمته قد تحوّلت من "مساعدة العراق" إلى استخدامه كمنصة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية. القلق يتعاظم مع صمت حكومي يثير الريبة، وسط إدراك متزايد بأن الأجواء العراقية لم تعد تحت سيطرة الدولة، بل باتت رهينة قرار خارجي تتحكم به إرادة سياسية وعسكرية لا تنتمي لمصالح العراق ولا تحفظ استقراره. الاتفاقيات التي وقّعت بهدف تعزيز الأمن، لم تُفعّل بالشكل المطلوب، بل تحوّلت إلى نقاط ضعف تُستغل لتبرير وجود عسكري طويل الأمد، فيما تتعرض السيادة للامتهان، سواء بصمت رسمي أو تلكؤ سياسي، يُفرّغ أي خطاب وطني من محتواه. وفي ظل تزايد الاعتداءات الإسرائيلية في أكثر من ساحة بالمنطقة، وتحركات عسكرية مشبوهة تنطلق أو تمر عبر الأجواء العراقية، بات من الواضح أن العراق يُستخدم دون إرادته، وغالباً دون علم مؤسساته الرسمية، ما يستدعي مراجعة جدية وشجاعة لملف التواجد الأجنبي برمّته، خصوصاً في ما يتعلق بالتحكم في الفضاء الجوي للبلاد. *سيادة مستباحة في هذا السياق، طالب النائب محمد البلداوي التحالف الدولي بضرورة الالتزام التام بالاتفاقيات الأمنية الموقعة، خصوصًا البنود المتعلقة بحماية الأجواء والسيادة العراقية، مشيرًا إلى أن الوجود الحالي للتحالف فقد جدواه، وأصبح بقاءه يشكل عبئًا على أمن البلاد، وليس عامل دعم. وأكد البلداوي، في تصريح لوكالة /المعلومة/، أن "جميع ممثلي الشعب العراقي عبّروا بوضوح عن تضامنهم مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في حقها المشروع بالرد على الاعتداءات المتكررة"، مشددًا على "ضرورة الحفاظ على السيادة الوطنية، ودعم تحرّك الحكومة العراقية نحو الأمم المتحدة ومجلس الأمن لوضع حد لهذه التجاوزات". وأضاف أن "الحكومة مطالبة بخطوتين حاسمتين: إما تفعيل الاتفاقيات الأمنية مع التحالف الدولي بما يضمن حماية الأجواء العراقية بشكل حقيقي، أو العمل على إنهاء وجود هذه القوات، لعدم وجود مبرر لبقائها"، محذرًا من وجود “تلكؤ واضح” في تنفيذ تلك الاتفاقيات من قبل التحالف.
*أجواء مخترقة من جهته، انتقد النائب رفيق الصالحي استمرار الهيمنة الأميركية على الأجواء العراقية، محذرًا من تداعيات سماح واشنطن للطائرات الإسرائيلية باستخدام الأجواء العراقية في ضرب أهداف داخل إيران. وقال الصالحي، في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "سماح واشنطن للطائرات الصهيونية بالعبور من الأجواء العراقية يمثل سابقة خطيرة وانتهاكًا صارخًا للسيادة الوطنية"، مؤكدًا أن "العراق لا يمكن أن يبقى ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات الإقليمية بإشراف أميركي". وأضاف أن "استمرار هذا التغوّل الجوي الأميركي يعد خرقًا مباشرًا للاتفاقات الموقعة بين بغداد وواشنطن، والتي تنص بوضوح على احترام السيادة العراقية ومنع استخدام أراضيه أو أجوائه للاعتداء على دول أخرى". وإن استمرار هذا الواقع المقلق ينذر بفقدان العراق ما تبقى من قراره السيادي، ويجعله رهينة لأجندات خارجية لا علاقة لها بأمنه أو مصالحه العليا، ما يفرض على الحكومة اتخاذ موقف وطني واضح لإعادة السيطرة على أجواء البلاد، ومراجعة جدوى استمرار التحالف الدولي داخل الأراضي العراقية. انتهى 25ز