واشنطن وتل أبيب تحت النار بعد استهداف منشآت نووية إيرانية
23 حزيران 14:35
المعلومة / تقرير …
أثار الهجوم الأخير الذي استهدف منشآت نووية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ردود فعل دولية غاضبة، وسلط الضوء على دور الكيان الصهيوني في دفع الولايات المتحدة إلى الدخول في مواجهة مباشرة مع طهران.
وقد اعتُبر هذا الهجوم، الذي نُفذ بطائرات مسيرة وصواريخ بعيدة المدى، من أخطر الاعتداءات على المنشآت الاستراتيجية الإيرانية منذ توقيع الاتفاق النووي، حيث ألحق أضراراً كبيرة بمنشآت حساسة في نطنز وأراك وبوشهر.
داخل الولايات المتحدة، يواجه الرئيس دونالد ترامب موجة واسعة من الغضب الشعبي والسياسي، بعد أن نُفذ الهجوم دون تفويض رسمي من الكونغرس، ما يعدّ خرقاً دستورياً واضحاً.
هذا التصعيد المفاجئ في توقيت انتخابي حرج أثار الكثير من التساؤلات حول دوافع ترامب، وحجم التأثير الإسرائيلي في قرارات السياسة الخارجية الأميركية.
في العراق، علّق عضو الإطار التنسيقي، النائب علي الفتلاوي، على التطورات، مؤكداً أن ما جرى يُعدّ جريمة مكتملة الأركان ارتكبها ترامب بتحريض مباشر من رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو. وقال الفتلاوي، في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن أغلب دول العالم عبّرت عن إدانتها واستنكارها للهجوم الوحشي على المنشآت النووية الإيرانية، وأبدت تعاطفاً كبيراً مع إيران، مضيفاً أن ترامب ارتكب خطأً فادحاً بوضع نفسه في موقف حرج سياسياً، لا سيما وأن الضربة نُفذت دون موافقة الكونغرس الأميركي.
وأشار الفتلاوي إلى أن نتنياهو كان المحرّض الرئيسي، وورّط ترامب في هذه الفعلة الإجرامية، وفق وصفه، في محاولة واضحة لتوريط الولايات المتحدة في صراع مباشر مع إيران يخدم مصلحة تل أبيب أولاً وأخيراً.
المجتمع الدولي بدوره لم يلتزم الصمت، إذ صدرت إدانات متتالية من عدة دول وكيانات دولية، واعتُبر الاستهداف خرقاً خطيراً للقانون الدولي ولسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة.
كما عبرت روسيا والصين عن موقفيهما الداعم لطهران، محذرتين من التبعات الإقليمية الخطيرة لمثل هذا التصعيد.
في المقابل، عبّرت قوى سياسية وشعبية عراقية عن استنكارها لاستخدام الأجواء العراقية في تنفيذ الهجوم، واعتبرته اختراقاً للسيادة الوطنية، وطالبت الحكومة بموقف واضح ومحاسبة أي جهة سهلت مرور الطائرات المعادية عبر المجال الجوي العراقي.
ويرى مراقبون أن هذا الهجوم قد يشكل نقطة تحول في قواعد الاشتباك في الشرق الأوسط، خصوصاً بعد التصريحات الإيرانية التي أكدت أن الرد سيكون حتمياً ومباشراً.
التحذيرات تتزايد من أن تكرار مثل هذه الهجمات قد يقود إلى مواجهة شاملة، سواء عبر إغلاق مضيق هرمز، أو ضرب قواعد أميركية في دول الجوار، وهو ما قد يفتح الباب على صراع إقليمي واسع يصعب احتواؤه.
وفي ظل هذا المشهد المعقد، تتجه الأنظار إلى طهران وواشنطن وتل أبيب، وسط مخاوف حقيقية من انزلاق المنطقة إلى حرب مفتوحة، وموجة اضطرابات تهدد أمن الخليج، وأسواق الطاقة العالمية، واستقرار أنظمة المنطقة برمّتها.انتهى / 25م
