اتفاقية الذل وشراكة السيادة الزائفة.. كيف سلّمت أمريكا سماء العراق لإسرائيل؟
25 حزيران 16:01
المعلومة / خاص ..
في وقتٍ يُفترض أن الاتفاقيات الاستراتيجية تُبرم لحماية المصالح الوطنية، وتحقيق الاستقرار، والدفع نحو التنمية، يواجه العراق اليوم حقيقة مريرة، اتفاقيته مع الولايات المتحدة لم تكن إلا غطاءً سياسيًا لاستباحة سيادته، ومصدرًا لتقييد قراره الوطني، لا حمايته.*جذور الاتفاقية.. هل خُدِع العراق؟وقّع العراق والولايات المتحدة في عام 2008 "الاتفاقية الإطارية الاستراتيجية"، والتي نصّت على تعزيز التعاون في مجالات الأمن، الاقتصاد، الطاقة، التعليم، الثقافة، والدبلوماسية. حينها، رُوّج لها على أنها مدخلٌ لنهضة عراقية شاملة، ووسيلة لحفظ السيادة بعد انسحاب القوات الأمريكية، لكن الواقع أثبت عكس ذلك تمامًا.*حرب ال 12 يوم .. الطائرات الإسرائيلية فوق رؤوس العراقيينفي حرب المدن التي بدأها الكيان الإسرائيلي بالاعتداء على ايران وأثناء التصعيد العسكري الكبير ، كانت سماء العراق مسرحًا لطائرات الاستطلاع الامريكية وطائرات الهجوم الإسرائيلية التي مرّت من فوق أراضيه متجهة نحو إيران، لم يكن ذلك خرقًا عادياً للسيادة، بل اعتداءً واضحًا تم بغطاء أمريكي كامل، وسكوت رسمي محيّر من الحكومة العراقية، ليطرح تساؤلاً مرًّا: ما نفع الاتفاقية إن لم تحمِ حدود العراق وسماءه؟وفي هذا الصدد قال مصدر عسكري رفيع في العمليات المشتركة العراقية إن" الاتفاقية الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة، التي كانت مفترضة لتعزيز السيادة الوطنية وتوفير الأمن، لم تخدم العراق في أي جانب من جوانبها، ما شاهدناه على أرض الواقع هو عكس ما تم الترويج له، حيث تم استخدامها فقط كغطاء لانتهاك سيادتنا وتوجيه مصالح القوى الخارجية على حساب أمننا الوطني، فبدلاً من أن تكون هذه الاتفاقية حصنًا يحمي العراق، أصبحت أداة للضغط علينا، وتحت غطاءها تم السماح للطائرات الإسرائيلية بالتحليق في سماء العراق، متجهة نحو أهداف خارج حدودنا.وأضاف "لقد أصبحنا نشهد تنامي التدخلات الأجنبية، وتزايد الوجود العسكري الأميركي، في وقت كان يُفترض فيه أن نحقق الاستقلالية الأمنية والسياسية، مبينا ان " الاتفاقية لم تقدم للعراق سوى التنازلات المهينة، ولا تملك الحكومة أو البرلمان الشجاعة الكافية لإنهائها، على الرغم من أنها تحوّلت إلى عبء على الدولة والشعب.*مجلس النواب أم الحكومة؟ من يملك قرار الإلغاء؟
في خضم هذا المشهد، يبرز السؤال الكبير: من هو "الشريف" القادر على إلغاء هذه الاتفاقية؟ هل هو مجلس النواب الذي يبدو عاجزًا ومجزءًا بين الكتل والمصالح؟ أم الحكومة التي تُرفع شعارات "السيادة" في خطاباتها، وتُصادر في قراراتها؟ الواضح أن كلا الطرفين يتقاذف المسؤولية، النواب يطالبون بإنهاء الوجود الأمريكي، والحكومة تصر على "ضبط الإيقاع" و"التوازنات الدولية"، وفي الحالتين، يدفع العراق الثمن. *من "الأسد وفكتوريا" إلى "الحرير"..السيادة تتهاوى منذ 2003 وحتى اليوم، تعاقبت حكوماتٌ رفعت شعارات النهوض والاستقلال الوطني، بدءًا من حكومات "القبضة الحديدية" إلى حكومات "الهدوء والحرير"، لكن النتيجة واحدة" العراق ظل ساحةً مفتوحة للقوى الدولية، دون حماية حقيقية لقراره الوطني. اليوم، ومع ما حدث خلال حرب إسرائيل وإيران، بات واضحًا أن العراق ليس فقط غير محميّ من الامريكان ، بل يتم استخدامه كجسر للعدوان على جيرانه، في انتهاكٍ صارخ لأي معنى للسيادة. اذن الاتفاقية الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة لم تحقق وعودها، بل تحولت إلى سيفٍ مسلط على القرار العراقي، فهل يمتلك أحد الشجاعة لإعادة صياغة العلاقة مع واشنطن على أسس من الندية والمصلحة الوطنية؟ أم أن العراق سيبقى في مهب الريح، بلا درع، ولا قرار، ولا كرامة؟.انتهى / 25