العراق يفتقر للدفاعات الجوية .. واشنطن تتنصل عن المسؤولية لخدمة حليفها الصهيوني
المعلومة/ بغداد...
جعلت الإدارة الامريكية الأجواء العراقية مسرحا للطائرات الصهيونية ومحطة عبور ترانزيت باتجاه ايران لاستهداف مختلف المواقع داخل الجمهورية الإسلامية من دون ان يتمكن العراق من اطلاق رصاصة واحدة على أي طائرة او مسيرة صهيونية خارقة للأجواء والسماء العراقية، وهذا الامر يعود الى سيطرة القوات الامريكية على الأجواء بحجة وجود اتفاقية اطار استراتيجي تجعل من هذه القوات مسيطرة على السماء العراقية، ومن هذا المنطلق فأن العراق مازال يفتقر الى منظومات الدفاع الجوي التي تعود أسباب عدم امتلاكها الى ضغوط أمريكية او قرارات سياسية، والنتيجة إبقاء الأجواء مسرحا لكل من هب ودب.
ويقول المتحدث باسم ائتلاف النصر سلام الزبيدي، لـ /المعلومة/، ان "وزارة الدفاع خصصت لها أموال هائلة طائلة من اجل تطوير المنظومة التسليحية والدفاعية الجوية الا ان ماجرى من اختراقات للكيان الصهيوني كشفت هشاشة نظام التسليح في العراق لاسيما مايتعلق بالرادارات والصواريخ واسلحة الدفاع الجوي، حيث ان وزارة الدفاع لايوجد لديها ادنى مقومات الاستعداد لهكذا سيناريوهات او تهديدات امنية وظروف استثنائية قد يعيشها العراق"، مضيفا ان "جلسة مجلس النواب الاستثنائية التي عقدت بشأن التوترات والانتهاكات الصهيونية كانت عبارة عن جلسة مجاملة، على الرغم من انها شخصت بعض الأخطاء، ولكنها لم تكن مجدية وكانت عبارة عن اسقاط فرض، اذ لاتوجد هناك أي إجراءات ستتخذ على وزارة الدفاع او وزيرها ولا على تقصير الحكومة بسبب المعادلة السياسية والمصالح الانتخابية".
من جانب اخر، عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية السابق، عباس سروط لـ/المعلومة/، إن "الحرب التي شنها الكيان الصهيوني على إيران، والانتهاكات المتكررة للأجواء العراقية، كشفت بما لا يقبل الشك عن تواطؤ أمريكي ممنهج، تمثل في تعطيل خطط العراق لبناء منظومة دفاع جوي متطورة، تكون قادرة على صدّ التهديدات الجوية المختلفة، حيث ان واشنطن حرصت منذ عام 2003 على عرقلة أي خطوة جادة لامتلاك منظومات حديثة، رغم إدراكها التام لحجم المخاطر المحدقة بالسيادة العراقية"، مشيراً إلى أن "المرحلة الحالية، ومع تصاعد خطر الطائرات المسيّرة والانتهاكات الجوية، تستدعي تحركاً عاجلاً لوضع خطة استراتيجية لحماية الأجواء".
وعلى صعيد متصل، رأى المحلل السياسي قاسم التميمي، خلال حديثه لـ /المعلومة/، ان "ايران تمتلك زمام المبادرة ولديها سيطرة على الجانب العسكرية وقد ادارت المعركة ضد الكيان الصهيوني وحلفائه بكل اقتدار، من دون الحاجة الى تدخل باقي الحلفاء، والعراق لايمتلك وسائل دفاع ضد الاختراقات الجوية، حيث ان أجهزة الدفاع الجوي ليست بالمستوى المطلوب، وبالتالي فأن العراق عليه اللجوء الى مجلس الامن الدولي من اجل الحد من الانتهاكات"، لافتا الى ان "اتفاقية الاطار الاستراتيجي من المفترض ان تفعل مع الجانب الأمريكي، الا ان هذا الامر صعب جدا خصوصا ان الجانب الأمريكي يقف الى جانب العدو الصهيوني، إضافة الى كونه طرف في الحرب التي اشعلها ذلك الكيان، رغم ان الاتفاقية تلزمه بحماية الأجواء العراقية ومن الممكن للعراق ان يلجأ الى هذا البند اذا رفض الجانب الأمريكي تطبيق بنود الاتفاقية ويطلب خروج القوات الامريكية". انتهى 25ن