بين تصاعد نيران الحرب في قطاع غزة واحتدام الغضب الداخلي في الكيان الصهيوني، تزداد المؤشرات على أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لم يعد يخوض معركة عسكرية فقط، بل معركة بقاء سياسي داخلية شرسة. فبعد مرور أشهر على اندلاع العدوان الذي بدأ عقب أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر، بات واضحاً أن الأهداف المعلنة للحرب—من القضاء على حركة حماس إلى تحرير الأسرى—لم تتحقق، فيما تستمر آلة القتل الإسرائيلية في حصد أرواح المدنيين، وسط صمت دولي مريب.
في هذا السياق، تتصاعد التحليلات التي تشير إلى أن نتنياهو يسعى لإطالة أمد الحرب متعمداً، مستغلاً تصاعد التوترات الأمنية لتثبيت موقعه السياسي، حتى لو كلّف ذلك مزيداً من الخسائر في صفوف جنود الاحتلال. ومع بروز الحديث عن هدنة محتملة تمتد لـ60 يوماً، تتباين الرؤى بشأن جدوى استمرار العدوان، ودوافع القيادة الإسرائيلية التي تواجه ضغطاً داخلياً متزايداً، وسط تساؤلات كبرى عن حقيقة ما يجري خلف الكواليس.
وبخصوص هذه الموضوع، أكد المحلل السياسي القطري علي الهيل، في تصريح لـ/المعلومة/، أن "نتنياهو يضحي بجنود جيشه في قطاع غزة من أجل البقاء في السلطة، ويقود حرباً عبثية لا أهداف لها سوى التغطية على إخفاقه السياسي والعسكري"، مشيراً إلى أن "حكومته تتعمد تجاهل ملف الجنود الأسرى، خصوصاً من مزدوجي الجنسية، بغية مواصلة حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني".
وأضاف أن "ما يقارب 70% من سكان العالم باتوا على قناعة بزيف رواية نتنياهو حول أهداف هذه الحرب، سواء ما يتعلق بإنهاء وجود حماس أو تحرير الرهائن"، مؤكداً أن "العدوان المتواصل يهدف فقط إلى تعزيز موقعه داخل إسرائيل، وسط رفض شعبي متصاعد لسياساته".
من جانبه، أكد المختص بالشأن الدولي هيثم علي أن "نتنياهو فشل في تحقيق أي من الأهداف التي أعلن عنها منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، لا عسكرياً ولا سياسياً"، مبيناً في حديثه لـ/المعلومة/، أن "استمرار الحرب يعكس أزمة داخلية عميقة في الكيان، ومحاولة للهروب من الضغوط الدولية والمحلية".
وأشار علي إلى أن "العدوان الإسرائيلي يرتكز على الإبادة والتدمير دون أي خطة أو استراتيجية واضحة"، محذراً من أن "استمرار الصمت الدولي يعني منح الضوء الأخضر لتلك الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين في غزة".
ويأتي كل ذلك في ظل تقارير تفيد بإمكانية التوصل إلى هدنة مؤقتة بوساطات دولية، في وقت تُواصل فيه القوات الإسرائيلية قصف الأحياء السكنية والمرافق الحيوية في القطاع المحاصر.انتهى/25ز