عبر تسليم السلاح.. محاولات لسحب خنجر المقاومة من خاصرة تل أبيب وواشنطن

المعلومة/ تقرير..
في خضم ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من تحولات متسارعة وتغيرات في خرائط النفوذ، تتصاعد في الداخل العراقي دعوات ممنهجة تطالب بـتسليم سلاح فصائل المقاومة، تحت ذرائع مختلفة تتراوح بين "هيبة الدولة" و"ضبط السلاح بيد الحكومة"، لكن تتوارى خلف هذه الشعارات الأجندات الصهيوامريكية بمشروعها الساعي إلى تفكيك بنية محور المقاومة في المنطقة، وتمهيد الأرض لإعادة تموضع الاحتلال الصهيوني وترسيخ قواعد واشنطن دون تهديد حقيقي على المدى القريب أو البعيد، لكن المقاومة في المنطقة ولاسيما بالعراق التي لطالما كانت صمام أمان ضد الإرهاب والتغلغل الأجنبي، فهمت المخطط وكشفته أمام الرأي العام أن الهدف من دعوات تسليم السلاح هو القضاء على أداة الردع الوحيدة القادرة على تقويض النفوذ الامريكي والصهيوني في العمق الجيوسياسي، ألا وهو محور المقاومة، لذا  فإن استهداف سلاح المحور  في هذه المرحلة الحساسة يعني أن المخطط قد بدأ تنفيذه وعبر أجندات دولية محلية.
دعوات الخداع
بهذا الصدد حذّر عضو الإطار التنسيقي، حيدر اللامي، من خطورة الانجرار وراء الدعوات الأميركية والإسرائيلية لتسليم سلاح فصائل المقاومة، معتبراً أن تلك الدعوات تمثّل جزءاً من مخطط واسع لتصفية محور المقاومة وتأمين المنطقة لصالح الكيان الصهيوني.
وقال اللامي في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "سلاح المقاومة لن يُسلَّم إلا بقرار من داخل قوى المقاومة نفسها، ولا يمكن الحديث عن التخلي عنه ما دام الاحتلال الأميركي باقياً في المنطقة، وما دام الكيان الصهيوني جاثماً فوق الأراضي الفلسطينية".
وأضاف أن "هناك تحركات تُدار من خلف الكواليس، تهدف إلى تفكيك جبهة المقاومة عبر إيهامها بمشاريع تسوية، لكنها في حقيقتها مشاريع صهيوأمريكية لإضعاف الإسلام الحقيقي وإرضاخ المنطقة لإرادة الاستكبار العالمي".
وأكد اللامي أن "أميركا لا يُؤمن جانبها والتجارب السابقة أثبتت عدم التزامها بالاتفاقات والعهود، لذا فإن أي مفاوضات معها يجب أن تجري ويد المقاومة على زناد السلاح لا فوقه".
ولفت إلى أن "التحركات الأميركية الأخيرة تصب في اتجاه إزالة التهديد عن الكيان الصهيوني، عبر إضعاف أدوات الردع المتمثلة بسلاح المقاومة، الذي لا يزال يشكل خنجراً في خاصرة المشروع الصهيوني في المنطقة". 

• 

 

"صمام أمان الشعوب"
وإلى ذلك أكد الكاتب والمحلل السياسي القطري علي الهيل، أن سلاح المقاومة يمثل الضمانة الأساسية لحفظ كرامة الأمة وردع العدوان ودحر الاحتلال.
وقال الهيل في حديث لوكالة /المعلومة/ إن "الحديث المتكرر عن نزع سلاح المقاومة في ظل غياب أي ضمانات واقعية يشكل مقامرة بمصير المقاومين، على غرار ما حدث في البوسنة وخديعة تسليم السلاح هناك".
وأضاف أنه من غير المنطقي طرح فكرة نزع سلاح المقاومة، فالعدو لا يفهم إلا لغة القوة والردع".
وختم بالقول إن "سلاح المقاومة يشكل صمام أمان في مواجهة كيان الاحتلال الصهيوني والأمريكي".
الدعوات المتكررة لتجريد المقاومة من سلاحها ليست سوى فصل من مخطط خطير لإفراغ المنطقة من عناصر القوة الحقيقية التي تعيق المشاريع الصهيونية الأمريكية، لا سيما وأن وجود المقاومة يشكّل حتى اللحظة خنجرا مغروساً في خاصرة مشروع تل أبيب وواشنطن، إذن نزع سلاح المقاومة يعني نزع قلب العراق المقاوم، وفتح الأبواب أمام مشروع تقسيم المنطقة إلى دويلات رخوة لا حول لها ولا قوة. ولذا فإن الدفاع عن سلاح المقاومة هو دفاع عن الكرامة، وعن المستقبل، وعن العراق الذي لا يُباع في بازار المصالح. انتهى ٢٥ ش