الإعلام الأصفر.. سلاح تسييس يستهدف الجنوب ويتجاهل أزمات الإقليم
16 تموز 12:00
المعلومة / تقرير ..
تصاعدت في الآونة الأخيرة الانتقادات الموجهة إلى بعض وسائل الإعلام التي وُصفت بالإعلام الأصفر بسبب ما يعتقد أنه انتهاج واضح لسياسة التسييس والكيل بمكيالين في تغطية الأحداث داخل العراق. هذه الوسائل، بحسب مراقبين، باتت تمارس دوراً خطيراً في إثارة الانقسام الاجتماعي والطائفي من خلال انتقائية التغطية الإعلامية، وتوظيف الأخبار لتأجيج الرأي العام ضد مكونات معينة، وعلى رأسها المكون الشيعي والمحافظات الجنوبية.
المحلل السياسي علي فضل الله أكد في تصريح لوكالة / المعلومة /، أن هناك توجهاً واضحاً لدى بعض الجهات الإعلامية لتحميل المحافظات الجنوبية والمكون الشيعي مسؤولية كل أزمة أو حادثة تقع في البلاد، حتى وإن كانت معزولة أو ذات طابع فردي.
وقال فضل الله: "الإعلام الأصفر يتبع سياسة الكيل بمكيالين، إذ يسارع إلى تضخيم أبسط المشكلات في الجنوب أو في بيئة المكون الشيعي عموماً، ويعطيها أبعاداً سياسية وأمنية خطيرة، في حين يتجاهل أو يتعمد التعتيم على الأحداث الجسيمة التي تقع في المحافظات الغربية أو في إقليم كردستان".
وأضاف أن هذا الأسلوب الإعلامي بات جزءاً من مشروع أوسع لتشويه صورة المكون الشيعي وإضعاف دوره الوطني، سواء من خلال استهداف رموزه السياسية والدينية، أو تحميل محافظاته مسؤولية الأزمات الأمنية والاجتماعية التي يعاني منها البلد.
ويرى فضل الله أن ما وصفه بـ"صمت" الإعلام عن كثير من الأحداث الأمنية والاجتماعية والاقتصادية في إقليم كردستان والمحافظات الغربية يكشف حجم التواطؤ والازدواجية في المعايير.
وقال: "حين تقع جريمة، أو تندلع أزمة، أو تُسجل خروقات في أي من تلك المناطق، تتجاهلها وسائل الإعلام أو تمر عليها مرور الكرام، في حين تتحول مشكلات الجنوب إلى قضايا رأي عام يتسابق البعض لاستغلالها سياسياً".
وشدد على أن هذا النهج الإعلامي لا يضر بالمكون المستهدف وحده، بل يُهدد السلم المجتمعي ويعمق الانقسام الطائفي، معتبراً أن الإعلام المهني يجب أن يكون صوتاً للحقيقة وليس أداة للتحريض أو التضليل.
خبراء في الشأن الإعلامي والسياسي في تصريحات لوكالة / المعلومة /، حذروا من خطورة تحول الإعلام إلى أداة تحريضية بيد أجندات سياسية داخلية أو خارجية، مؤكدين أن استمرار هذه الممارسات يكرس الانقسام المجتمعي ويضعف مناعة الدولة أمام مشاريع الفتنة والتفكك.
وحذروا من أن الإعلام الأصفر لا يسهم فقط في تشويه صورة مكونات أساسية من الشعب العراقي، بل قد يسهم في خلق بيئة خصبة للصراع الداخلي، ما لم يتم التصدي له بمهنية إعلامية ووعي شعبي ووطني جامع.
في ظل هذه المخاطر، تتزايد الدعوات من القوى الوطنية والنخب الإعلامية إلى وضع ضوابط واضحة للخطاب الإعلامي، ومحاسبة الجهات التي تستخدم الإعلام كأداة للتسقيط أو التحريض، وضمان التغطية المتوازنة التي تراعي وحدة العراق وتعدد مكوناته.
وفي هذا السياق، شدد فضل الله على ضرورة تعزيز الوعي الإعلامي لدى الرأي العام، وعدم الانجرار وراء الحملات الإعلامية الموجهة، مشيراً إلى أن العراق بحاجة إلى إعلام مسؤول يوحد الصفوف ويعكس هموم العراقيين جميعاً دون تمييز.انتهى 25/س
