في مشهد مأساوي هز محافظة واسط، استيقظت مدينة الكوت على وقع فاجعة إنسانية إثر اندلاع حريق مروع، مساء أمس الأربعاء، داخل أحد أكبر المراكز التجارية في المدينة، "الهايبر ماركت"، ما أسفر عن سقوط عشرات معظمهم من المتسوقين والعاملين في المبنى.
وكشف مصدر طبي من مستشفى الزهراء في الكوت، إن "ثلاجات الطب العدلي امتلأت بعشرات الجثث المتفحمة، بينهم نساء وأطفال"، مشيراً إلى أن فرق الدفاع المدني تواصل منذ ساعات الليل البحث عن مفقودين في الطوابق العليا للمبنى المنكوب، خصوصاً في الطابق الخامس حيث يعتقد أن عدداً من الأشخاص ما زالوا عالقين.
وفي أعقاب الحريق، أعلن رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة واسط، حبيب البدري، الحداد الرسمي على أرواح الضحايا، مؤكداً أن "ما حدث لن يمر دون محاسبة عادلة"، مضيفاً في تصريح لوكالة /المعلومة/ أن الكارثة "تمثل فاجعة إنسانية بكل المقاييس".
وشدد على أن "المسؤولية تقع على كل من أهمل أو تهاون في واجبه بحماية أرواح الناس".
من جانبه، أعلن محافظ واسط، محمد جميل المياحي، الحداد ثلاثة أيام، مؤكداً أن عدد الضحايا تجاوز 50 بين شهيد ومصاب، فيما باشرت الحكومة المحلية اتخاذ إجراءات قانونية بحق إدارة المركز وصاحب المبنى، وسط دعوات شعبية لمحاسبة المقصرين وتفعيل الرقابة على شروط السلامة في الأبنية التجارية.
وذكر مراسل /المعلومة/ أن عمليات الإنقاذ وانتشال الجثث استمرت حتى ساعات الصباح الأولى، وسط حالة من الغضب والحزن في صفوف ذوي الضحايا، الذين طالبوا بفتح ملفات الفساد والإهمال التي لطالما كانت وراء حوادث مماثلة في العراق.
هذه الفاجعة أعادت إلى الأذهان كارثة حريق مجمع الليث التجاري في منطقة الكرادة ببغداد عام 2016، حينما أودى حريق مماثل بحياة عشرات الأبرياء، لتتكرر مشاهد الألم والخسارة وسط تساؤلات العراقيين عن غياب الإجراءات الحقيقية لمنع تكرار مثل هذه الكوارث.انتهى 25/س