الحر الشديد وتأثيره على الجريمة.. التميمي يحذر ويكشف نتائج دراسات دولية
المعلومة/ بغداد..
حذر الخبير القانوني علي التميمي، اليوم الأحد، من تأثير ارتفاع درجات الحرارة على تصاعد معدلات الجريمة، مشيراً إلى أن دراسات عالمية أثبتت وجود علاقة مباشرة بين الطقس الحار والسلوك العدواني.
وقال التميمي في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "دراسات أُجريت في الولايات المتحدة شملت سبع ولايات، وأخرى مماثلة في اليابان، أكدت أن درجات الحرارة المرتفعة ترتبط بازدياد جرائم العنف والاعتداءات"، مشيراً إلى أن "تجارب مخبرية وضعت أشخاصاً في غرف بدرجات حرارة مختلفة، أظهرت أن من وُضعوا في الغرف الحارة كانوا الأكثر ميلاً للسلوك العدواني".
وأضاف، أن "الحرارة الشديدة تؤثر سلباً على الجهاز العصبي، ما يسبب الانزعاج والإحباط ويزيد من الاندفاع نحو العنف والنزاعات، لكنها ليست العامل الوحيد وراء الجريمة، إذ تتداخل معها أسباب أخرى مثل الفقر والبطالة وتعاطي المخدرات".
وبيّن، أن "أخطر الجرائم التي ترتكب تحت هذه التأثيرات هي القتل والتعذيب والسب، خاصة مع تراجع التركيز نتيجة قلة النوم والإرهاق، لاسيما مع الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي".
وأوضح أن "اختلال توازن مادتي السيروتونين والتستوستيرون في الدماغ نتيجة الحرارة يسهم في اضطراب المزاج والسلوك، ما ينعكس بزيادة معدلات الجريمة"، لافتاً إلى أن "دراسة فرنسية أثبتت أن نسب الجرائم في المناطق الحارة أعلى مقارنة بالأقاليم الباردة".
وأشار إلى أن "العراق شهد أيضاً تزايداً في الجرائم خلال فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة إلى 50 مئوية، إلا أن منظومة القيم الدينية والاجتماعية لدى العراقيين ظلت عاملاً مهماً في ضبط السلوك والحد من الانفلات، كما يظهر خلال مواسم الصيام في أشد أوقات الحر".
وختم بالتأكيد أن "الجريمة نتاج تداخل عوامل معقدة نفسية واجتماعية واقتصادية، تختلف من شخص لآخر، ولا يمكن اختزالها بسبب واحد، فالعقل الواعي يبقى قادراً على كبح أي انحراف مهما كانت الضغوط".انتهى 25/س
