بين الوعود الحكومية وحرارة الـ50.. هل تنقذ الطاقة الشمسية العراقيين؟
26 تموز 14:13
المعلومة/تقرير ...
في خضم موجة حر تضرب البلاد وتدفع درجات الحرارة إلى ما فوق 50 درجة مئوية، يعود ملف الكهرباء في العراق إلى واجهة الغضب الشعبي، وسط تساؤلات متكررة عن سبب فشل الدولة، في توفير خدمة تُعد من أبسط حقوق المواطن، بل من أساسيات الحياة اليومية.
في العاصمة بغداد ومدن الجنوب، لا حديث يعلو فوق صوت المولدات وضجيج المعاناة اليومية، حيث يشتكي مواطنون من انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 16 ساعة يوميًا، بينما تعلن وزارة الكهرباء بين حين وآخر عن "خطط صيفية" و"تجهيز مستقر"، لكن دون تنفيذ فعلي على الأرض.
عضو لجنة الطاقة النيابية، حميد كسار، لا يرى في أداء الوزارة أي مبرر مقنع، ففي حديثه لوكالة /المعلومة/، أكد أن الوزارة تتحجج "بنفس الأعذار كل صيف، دون معالجة حقيقية"، مشيراً إلى أن وزارة الكهرباء فشلت في تنفيذ خططها الموسمية، وأن أعذارها "لم تعد مقبولة".
وتابع كسار أن "الاستياء الشعبي يتصاعد مع تجاوز الحرارة حاجز 50 مئوية، وسط عجز حكومي في احتواء الأزمة"، محملاً وزير الكهرباء المسؤولية المباشرة عن تدني ساعات التجهيز.
الطاقة المتجددة.. أمل بعيد المنال؟
في مقابل فشل المنظومة التقليدية، بدأت الأنظار تتجه نحو الطاقة المتجددة، خصوصًا الطاقة الشمسية التي باتت خيارًا استراتيجيًا، في ظل توفر البيئة المناخية المثالية في العراق لهذا النوع من الطاقة.
عضو لجنة الخدمات النيابية، حسين حبيب، يرى أن "الأمل الحقيقي يكمن في الطاقة المتجددة"، موضحا لـ/المعلومة/، أن "لجنته قدمت 3 مقترحات لوزارة الكهرباء، أبرزها إلغاء الرسوم الجمركية على استيراد الألواح الشمسية، فضلا تحفيز المواطنين عبر إسقاط جزء من الديون مقابل تركيب المنظومات".
ودعا حبيب الى "إطلاق حملات توعية مع إنشاء منافذ تسويقية في المحافظات"، مشيرا الى ان "هذه المبادرات، "تواجه تلكؤاً في التنفيذ، وتحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية ودعم مالي مباشر لتوسيعها".
رغم أهمية هذه الخطوة، يرى مختصون أن كلفتها تشكل عائقاً كبيراً أمام تعميم التجربة. الباحث الاقتصادي ضياء عبد الكريم أوضح لـ/المعلومة/، أن "منظومة الطاقة الشمسية المتوسطة تكلف أكثر من 5 ملايين دينار عراقي، وهو مبلغ كبير لا يستطيع أغلب المواطنين دفعه".
ويشير عبد الكريم إلى أن "مشاريع الطاقة المتجددة لا يمكن أن تنجح دون تهيئة البنية التحتية، خصوصًا ما يتعلق بأنظمة العدادات الذكية والجباية"، مؤكدًا أن "التوسع في هذا الاتجاه بحاجة إلى دعم حكومي مباشر للمواطنين".
أزمة لا تنتهي
وبين وعود المسؤولين ومناشدات المواطنين، تستمر معاناة الكهرباء في العراق دون حلول جذرية، أكثر من 20 مليار دولار صُرفت على هذا الملف منذ عام 2003، بحسب تقارير برلمانية، لكن الخدمة ما زالت تتراجع، والمواطن ما زال ينتظر.انتهى/25م