بعد خروجه عن أوامر بيت الطاعة.. أنقرة تغلق أبوابها بوجه الحلبوسي
28 تموز 14:23
المعلومة / بغداد.. كشفت مصادر سياسية مطلعة عن تصاعد حدة الخلافات بين رئيس تحالف تقدم محمد الحلبوسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على خلفية ما اعتبره الأخير تجاوزًا على تعليماته بشأن تشكيل حكومة كركوك المحلية، ما أدى إلى إصدار قرار بمنع الحلبوسي من دخول الأراضي التركية. وفي هذا السياق، قال عضو تحالف السيادة عبد المجيد الدليمي، في تصريح لوكالة /المعلومة/، اليوم الاثنين، إن "السلطات التركية رفضت استقبال رئيس تحالف تقدم محمد الحلبوسي، نتيجة خلافات حادة مع الرئيس أردوغان". وأوضح أن "وفداً عراقياً غير رسمي ضم رئيس تحالف عزم مثنى السامرائي، ورئيس تحالف السيادة السابق خميس الخنجر، زار تركيا مؤخراً، وكان من المقرر أن ينضم إليهم الحلبوسي، إلا أن الرئيس التركي وجه بمنع دخوله".
وبيّن أن "قرار المنع جاء على خلفية تدخل الحلبوسي في عملية تشكيل حكومة كركوك، وإقصائه للأطراف المدعومة من أنقرة، ما اعتبرته تركيا خروجاً عن الطاعة، لتعدّه شخصية غير مرغوب بها"، وأشار الدليمي إلى أن "أردوغان عقد لقاءات غير معلنة مع السامرائي والخنجر، جرى خلالها بحث ملفات غير معروفة، بعيداً عن التنسيق مع الحكومة العراقية"، مضيفاً أن "الخلاف يعكس صراعاً سياسياً بات يؤثر بشكل مباشر على الشأن العراقي الداخلي". ودعا الدليمي الحكومة العراقية إلى "مساءلة الوفد غير الرسمي حول دوافع الزيارة ومخرجاتها، وما إذا كانت تمثل مصالح شخصية أو أجندات خارجية".
الخنجر يتصدر المشهد التركي.. والحلبوسي خارج الحسابات
ويُلاحظ أن المنافسة بين خميس الخنجر ومحمد الحلبوسي على نيل رضا أنقرة لم تعد خفية، حيث يسعى كل منهما إلى تقديم نفسه كأقرب حليف للرئيس التركي. وتزايد هذا التنافس في ظل طموح أردوغان لبسط نفوذه في العراق، خصوصًا في المناطق السنية، ضمن مشروع توسعي يحمل ملامح "عثمانية جديدة". وتشير مصادر سياسية إلى أن “الخنجر بات اليوم هو الأقرب إلى أردوغان”خاصة بعد إقصاء الحلبوسي للمكون التركماني في تشكيل حكومة كركوك، وهو ما اعتبره الجانب التركي خرقًا لتفاهمات سابقة.
تحذيرات من تدخلات تركية وتوصيف الاجتماع بـ"التآمري"
في المقابل، أثارت هذه التطورات استياءً سياسيًا ونيابيًا واسعًا داخل العراق. حيث طالب عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، النائب ياسر إسكندر وتوت، أمس الأحد، الحكومة والبرلمان بمساءلة الخنجر وعدد من نوابه، على خلفية اجتماعهم مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في إسطنبول، واصفًا اللقاء بأنه خطير ويمثل "تدخلاً سافراً في الشأن العراقي الداخلي". وقال وتوت في تصريح لـ/المعلومة/، إن "اللقاءات التي أجراها الخنجر وقيادات سنية مع مسؤولين أتراك كانت تُعقد سابقاً بسرّية، لكنها أصبحت علنية، وتضمنت نقاشات مباشرة حول الشأن العراقي، وهذا يُعدّ مخالفة دستورية ويُصنف ضمن جريمة التخابر مع دولة أجنبية". وأضاف أن "الاجتماع قد تترتب عليه تداعيات أمنية وسياسية خطيرة، وهو يُمثل تآمرًا علنيًا على الدولة العراقية"، داعياً إلى "تحرك عاجل من الحكومة والبرلمان لمحاسبة المتورطين بهذه اللقاءات التي تمسّ السيادة الوطنية”.
خلفية المشهد
يُذكر أن التدخل التركي في الشأن السياسي العراقي، خصوصا في المناطق السنية، لم يعد خفياً، بل تحول إلى تحرك علني من خلال لقاءات متكررة جمعت مسؤولين أتراكاً بزعيم تحالف السيادة خميس الخنجر، وقيادات أخرى سنية، في مقدمتهم الحلبوسي سابقاً. وتُظهر هذه اللقاءات، وفق مراقبين، وجود مساعٍ تركية لتعزيز نفوذها داخل العراق عبر أطراف محلية، في وقت تتصاعد فيه دعوات داخلية لوقف هذا "الاختراق السياسي ومحاسبة المسؤولين المتورطين فيه.انتهى/25م
