من ملفات الإرهاب إلى المشهد السياسي.. كيف أعادت واشنطن تسويق الجولاني؟
31 تموز 19:53
المعلومة/تقرير.. في مشهد يعكس تحوّلات دراماتيكية في ملامح الصراع السوري، تحوّلت بعض الجماعات التي كانت حتى الأمس القريب على لوائح الإرهاب الدولي إلى شركاء سياسيين يحظون بدعم قوى كبرى، وفي مقدّمتها الولايات المتحدة. وبينما تستمر معاناة الشعب السوري من القمع والإقصاء السياسي والانهيار الاقتصادي، يُعاد تدوير شخصيات متطرفة تولّت قيادة تنظيمات مسلّحة، لتتصدّر المشهد كـ"رؤساء أمر واقع" في الدولة السورية.
هذا الواقع الملتبس تزامن مع دعم غربي – إعلامي وسياسي – لمجموعات مصنفة إرهابية مثل "هيئة تحرير الشام"، التي يقودها أبو محمد الجولاني، أحد أبرز وجوه تنظيم القاعدة في المنطقة. فبعد سنوات من الحرب والدمار، يجد السوريون أنفسهم بين فكي كماشة: سلطة رسمية متهمة بالقمع والتهميش، وسلطة موازية تتغطى بدعم خارجي رغم ماضيها الدموي.
وكشفت تقارير مناهضة للحرب عن تفاصيل مثيرة عن طبيعة هذا التحوّل، في وقت تتعالى فيه الأصوات السورية المعارضة للتحذير من أن الاستحقاقات السياسية القادمة، وعلى رأسها الانتخابات، لا تعدو كونها عملية "تجميل للسلطة" في بيئة خالية من الديمقراطية والعدالة.
* أعادت تسويق الإرهاب
وفي هذه الصدد, كشف تقرير لموقع Antiwar الأميركي، أن جماعة جبهة النصرة بقيادة الإرهابي أبو محمد الجولاني، تمكنت من السيطرة على الحكم في سوريا نهاية العام الماضي بدعم من الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل، بعد أن أعادت تسويق نفسها تحت اسم "هيئة تحرير الشام"، رغم ماضيها الإرهابي الدموي.
وأوضح التقرير، الذي ترجمته وكالة /المعلومة/، أن الجولاني كان مصنفاً على لوائح الإرهاب الأميركية، ومع ذلك تم تقديمه كـ"زعيم جديد لسوريا"، حتى أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وصفه خلال اجتماع في السعودية بأنه "قائد قوي وصاحب خلفية مميزة".
وأضاف أن واشنطن رفعت العقوبات المفروضة عن حكومة الجولاني بطلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فيما أزالت الخارجية الأميركية الهيئة التي يقودها من قائمة الإرهاب، ما اعتبره التقرير "نهاية مهزلة الحرب على الإرهاب".
*انتخابات فاقدة للشرعية في السياق ذاته، وصف المنسق العام لحزب التحرر الوطني، محمود موالدي، الحكومة السورية الحالية بـ"المتطرفة"، مؤكداً في تصريح لوكالة /المعلومة/أنها "لا تمثل الشعب وتمارس الإقصاء السياسي والقمع بحق معارضيها"، محذراً من أن "الانتخابات المقبلة ستكون فاقدة للشرعية في ظل غياب التمثيل الحقيقي".
يشار إلى أن "التحولات السياسية الأخيرة في سوريا تثير جدلاً واسعاً، وسط اتهامات لواشنطن بـ"تلميع الإرهابيين" وتحويلهم إلى أدوات سياسية بديلة في الصراع الإقليمي".
وتأتي هذه التطورات في وقت يرى فيه مراقبون أن الولايات المتحدة لم تنهِ حربها على الإرهاب، بل غيّرت قواعدها، فباتت تدعم جماعات كانت بالأمس تصنّف إرهابية، طالما أنها تخدم مصالحها السياسية في المنطقة. في المقابل، تُقمع الأصوات الحقوقية والدولية التي تفضح إرهاب الدول الحليفة، ما يكشف بوضوح ازدواجية المعايير في السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط. انتهى25ز
