عبد المهدي الكربلائي : النصر الحقيقي يكمن في الثبات على المبادئ والصبر في وجه التحديات
المعلومة/ بغداد..
أكد ممثل المرجعية الدينية العليا، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، أن النصر الحقيقي يكمن في الثبات على المبادئ والصبر في وجه التحديات.
وقال الكربلائي في كلمة له خلال مؤتمر نداء الأقصى تابعتها وكالة /المعلومة/، إن "هذا المؤتمر ليس مجرد فعالية فكرية أو تضامنية عابرة، بل هو تجل حقيقي لصوت الحق الذي ينطلق من أرض الأقصى الشريف"، لافتا إلى أن "نداء الأقصى هو صوت ينطلق من القدس، ومن كل بقعة فيها تدنيس للمقدسات، واعتداء على القيم، واستهداف للإنسانية، إنه صوت المظلومين والمستضعفين يستصرخنا (ألا من ناصر ينصرنا؟)".
وأضاف "علينا أن نفعل عقولنا وقلوبنا وضمائرنا، ونستمع إلى هذا الصوت لا بآذاننا فقط، بل بوعي كامل، لأن هناك من ينادينا الآن من غزة ومن الأقصى، يستصرخ ضمير الأمة كلها، خصوصا أولئك الذين تقع على عاتقهم المسؤولية الدينية والإنسانية".
وأوضح "قد يتوهم البعض أن الصراع محدود في جغرافيا غزة أو الضفة الغربية، لكنه في الحقيقة أوسع بكثير، لأنه صراع بين نهجين، نهج إنساني وسماوي يدافع عن القيم والحقوق والمظلومين، ونهج آخر يمثل الاستكبار والظلم والتوحش".
وأشار إلى أن "هذا الصراع ليس شأنا فلسطينيا بحتا، بل يمتد إلى كل أرض تتطلع للكرامة والعدالة، وكل إنسان يحمل في قلبه معنى للحق والمبدأ”، مضيفا "نحن جميعا معنيون بهذا الصراع، ولسنا بمنأى عنه، وسنسأل أمام الله عز وجل يوم القيامة (ماذا قدمنا)؟”.
وتابع "ليس معيار النصر أن يقتل أكثر أو أن يدمر أكثر، بل النصر الحقيقي هو في الصبر والثبات على المبادئ، أن يقدم الإنسان التضحيات، لكنه لا يتراجع ولا يخضع ولا يستسلم".
ولفت "طالما هناك من يصمد ويواصل الطريق رغم المعاناة، ويقدم نفسه وعائلته من أجل الحق، فذلك هو المنتصر، حيث ليست القضية في عدد الشهداء أو البيوت المهدمة، بل في القدرة على الثبات والوفاء للقيم حتى آخر لحظة"، منوهاً إلى أن "البعض يظن أن هذا الصراع لا يعنيه، أو أنه خارج اهتماماته اليومية، وهذا خطأ جسيم، لأن هذا الصراع، وإن كان الآن يدور في غزة والقدس، لكنه يحمل في طياته تهديدا مباشرا لقيمنا ومستقبل أجيالنا، فما يحدث هناك من تجويع وقتل وتشريد هو اعتداء على مبادئنا نحن أيضا".
وأكد "علينا أن نتساءل بصدق ماذا قدمنا لهؤلاء، إن أقل الواجبات أن يكون لنا موقف، وأن نرفع الصوت، وأن نوعي شعوبنا، وأن نتحرك في المحافل الدولية، وأن نحمل مسؤوليتنا الأخلاقية والشرعية تجاه هذه القضية العادلة".انتهى 25