ثلاثي الفشل العراقي.."السوداني والمشهداني والعيداني" يعزفون ذات اللحن في تركيا بلا حلول
المعلومة/ خاص ..
في وقت يواجه فيه العراق أزمة حادة في شح المياه، يتنقل المسؤولون في الحكومة العراقية من زيارة إلى أخرى، ويواصلون لقاءاتهم مع المسؤولين الأتراك بحجة التفاوض على زيادة الإطلاقات المائية من الأنهار المشتركة بين البلدين، إلا أن هذه الزيارات، التي أصبحت شبه يومية، تشهد تحولًا غريبًا وتحمل في طياتها شكوكًا كبيرة حول دوافعها الحقيقية.
أحدث هذه الزيارات كان من نصيب أسعد العيداني، محافظ البصرة، الذي التقى مؤخرًا بوزير الخارجية التركي هاكان فيدان، حيث تركزت المباحثات حول أزمة المياه التي يعاني منها العراق، وخاصة فيما يتعلق بنهري دجلة والفرات، لكن، بالرغم من الجهود الدبلوماسية التي تُبذل في هذا السياق، لا تبدو الحلول جادة ولا فعّالة بما فيه الكفاية لمعالجة التحديات المزمنة.
وفي إطار تلك الزيارات الدبلوماسية المستمرة، زار محمد المشهداني، رئيس مجلس النواب العراقي، تركيا في زيارة شبه رسمية لبحث أزمة المياه المتفاقمة بين البلدين، الزيارة التي كانت تتمحور حول محاولة التفاوض على زيادة الإطلاقات المائية من نهري دجلة والفرات، أصبحت محط انتقاد واسع في الأوساط العراقية
وعلى الرغم من تصريحات المشهداني الحماسية أمام الكاميرات، التي ركز فيها على أهمية تحسين العلاقات مع تركيا في ما يخص المياه، إلا أن الشكوك حامت حول نوايا هذه الزيارة، فبينما يعاني العراق من شح المياه الذي يهدد الزراعة ويعصف بالأوضاع المعيشية للمواطنين، كانت اللقاءات مع المسؤولين الأتراك تتسم بالمجاملات أكثر من الحلول الجذرية.
الكثير من العراقيين يعتقدون أن هذه الزيارة ليست سوى خطوة إضافية في سلسلة من الوعود الفارغة، والتي تستهدف أكثر الترويج لحملات انتخابية على حساب قضايا الشعب الأساسية.
زيارة المشهداني لم تكن مختلفة عن سابقيها، حيث تحدث عن التحديات المائية، ولكن لم تثمر عن أي اتفاق ملموس يُمكن أن يخفف المعاناة اليومية للمواطنين
وفي آخر زيارة رسمية وعديمة الفائدة لرئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني إلى تركيا كانت في 8 مايو 2025، حيث التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة ، تم توقيع مذكرات تفاهم في مجالات الأمن والطاقة والمياه، بالإضافة إلى مناقشة مشروع "طريق التنمية" الذي يهدف إلى ربط العراق بتركيا وأوروبا عبر شبكة من البنى التحتية
إزاء هذا، يبقى التساؤل قائمًا" هل سيستمر المسؤولون العراقيون في تجوالهم بين العواصم دون تقديم حلول حقيقية، أم أن هذا المسلسل سيتواصل دون أفق؟
يبدو أن تلك الزيارات أصبحت تتحول إلى دعاية انتخابية للمسؤولين، حيث يسعى كل منهم للظهور بمظهر "البطل" الذي يسعى لحل الأزمة المائية التي أثرت بشكل كبير على الزراعة والحياة اليومية في العراق، وخاصة في محافظة البصرة التي تعاني بشدة من نقص المياه، لكن الواقع يشير إلى أن هذه الزيارات قد لا تكون أكثر من مجرد "مسرحيات إعلامية" تهدف إلى صرف الأنظار عن فشل الحكومة في إيجاد حلول حقيقية، بل تُصرف من خلالها ملايين الدولارات دون أي نتائج ملموسة.
وفي مشهد أشبه بالركض وراء الوعود الفارغة، يواصل المسؤولون العراقيون زياراتهم إلى تركيا، ويكتفون بالتصريحات والتعهدات، دون أن يتقدموا خطوة حقيقية نحو تعزيز سيادة العراق على موارده المائية.
أين هي السيادة؟
وفي الوقت الذي تعاني فيه معظم المناطق العراقية من ندرة المياه، وخصوصًا المناطق الجنوبية مثل البصرة، يأتي تصرف المسؤولين ليزيد من إحباط المواطنين، إذ يبدون في نظر البعض مجرد أدوات في يد الأتراك، يستجلبون لهم الفتات من اتفاقات على حساب كرامة وسيادة الشعب العراقي.
أصبح مشهد زيارة المسؤولين إلى تركيا أشبه بمسلسل متكرر، حيث كل زيارة تُنفق فيها الأموال دون أن يكون لها تأثير حقيقي على أرض الواقع. هذا النهج يجعل من فكرة "السيادة الوطنية" مجرد شعار مفرغ من مضمونه، حيث أصبحت زيارة تركيا أكثر من مجرد سعي لحل أزمة المياه، بل وسيلة للتسويق السياسي.
ومن الواضح أن ما يحدث الآن هو جزء من سلسلة من المحاولات التي تروج للإنجازات التي لا وجود لها،وبدلًا من أن يتحمل هؤلاء المسؤولون مسؤولياتهم في حل الأزمة الحقيقية التي يعاني منها الشعب، يواصلون تكرار نفس الأساليب الفاشلة التي تستهلك المزيد من الوقت والأموال دون أي تقدم ملموس.انتهى / 25


