العراق يباع بورقة دعوة.. السوداني يقدّم 17 طلبًا مذلا للبيت الأبيض والولاية الثانية بثمن الكرامة
17 آب 17:31
المعلومة / خاص.. في مشهدٍ سياسي يُثير الكثير من التساؤلات والجدل، يتحرك رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بخطواتٍ محسوبة بل متسارعة ومتنازلة نحو كسب رضا واشنطن، لعلّه يحظى بفرصة اللقاء المرتقب في البيت الأبيض، وربما التجديد لولايةٍ ثانية. ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن السوداني قد قدّم حتى الآن ما لا يقل عن (17 طلبًا رسميًا) لزيارة واشنطن، جميعها قوبلت بالتجاهل أو الرد السلبي، في إشارة واضحة إلى الشكوك الأميركية العميقة للحصول على تنازلات كبيرة قبل لقاء ترامب . تنازلات بالجملة... والكرامة على المحك من رفع شعارات "التوازن" إلى اتخاذ قرارات تمسّ السيادة الوطنية، بدأ السوداني يُقدّم التنازلات واحدة تلو الأخرى، منها تهدئة الخطاب السياسي ضدّ الاحتلال الأمريكي، تجميد ملف الانسحاب الأمريكي من العراق تحت ذريعة "الحوار، فضلا عن استبعاد شخصيات وطنية أثبتت حضورها في مواجهة الإرهاب والاحتلال، في محاولة لكسب ودّ واشنطن". كل ذلك يجري على حساب دماء الشهداء، وتضحيات رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، في الوقت الذي تُشوَّه فيه صورة الحشد الشعبي والمقاومة إعلاميًا، بتواطؤ جهات داخلية وخارجية. ولم تقتصر التنازلات على الملفات الخارجية فقط، بل تجاوزت ذلك إلى الداخل العراقي، حيث تُمارس اليوم حرب ناعمة ضدّ مكونات أساسية صانت الأرض والعرض، وضحّت بالغالي والنفيس فبدلًا من تكريمهم، يُزجّ بأسمائهم في معارك سياسية، وتُشنّ ضدهم حملات تشويه وتضليل إعلامي، في حين تُفتح الأبواب أمام شخصيات مشبوهة، ومشاريع تشرعن للوجود الأميركي مجددًا تحت مسميات متعددة.
وفي هذا الشأن اكد عضو ائتلاف دولة القانون عبد الرحمن الجزائري، ان الجانب الأمريكي يمارس ضغوطا على السوداني بشأن عدم إقرار قانون هيكلة قانون الحشد الشعبي. وقال الجزائري لـ /المعلومة/، ان "هناك ضغوط أمريكية تمارس على السوداني بشأن الحشد الشعبي بهدف تقليل اعداده واخراجه من بعض المناطق في سامراء والانبار وبابل وعدم تمرير هيكليته داخل البرلمان. وأضاف ان "تناغم السوداني مع التوجهات الامريكية يأتي من اجل السعي نحو الولاية الثانية، خصوصا مع امتلاكه 53 مقعدا داخل البرلمان، فضلا عن ان الجانب الأمريكي لديه سيطرة اقتصادية على الاقتصاد العراقي." وعلى الصعيد ذاته رأى المحلل السياسي ابراهيم السراج ان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، يحاول اعطاء التنازلات والتضحية بالحشد الشعبي من اجل الولاية الثانية . وقال السراج لـ /المعلومة/، ان "هناك تدخلات واضحة من قبل بريطانيا وامريكا بملف الحشد الشعبي، وهذا التدخل لم يوجه برد فعل سلبي وصريح وحقيقي من قبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني". واضاف ان "هناك تعمد واضح من قبل نواب السوداني برفض التصويت على قانون الحشد الشعبي داخل مجلس النواب". وبين ان "السوداني يحاول اعطاء التنازلات للخارج من خلال التضحية بالحشد الشعبي، بهدف الحصول على الولاية الثانية. وفي حال استمر السوداني بهذا النهج، فإن العراق مُقبل على مرحلة فقدان القرار السيادي، وتحويل مؤسساته إلى واجهات تُدار من الخارج، والسؤال هل يستحق منصب زائل أن يُفرّط بتضحيات شعب؟ لذلك فان السوداني، الطامح لولاية ثانية، يُغامر اليوم بمصير بلدٍ كامل من أجل لحظة وقوف أمام بوابة البيت الأبيض، فيما تتوالى الإساءات لرجال قدموا أرواحهم من أجل أن يبقى هذا الوطن، التاريخ لا يرحم، والعراق لا يُباع حتى وإن صمتت العواصم. انتهى / 25
