أنسحاب أمريكي وهمي.. مستشارون بدل الجنود وبقاء للقواعد بالقوة
21 آب 14:20
المعلومة/ بغداد.. تتواصل المخاوف السياسية والأمنية في العراق من استمرار التواجد العسكري الأمريكي تحت ذرائع مكافحة الإرهاب، في وقت يُنظر إلى التحركات الأمريكية الأخيرة على أنها محاولة للالتفاف على قرار الانسحاب. وأكد المحلل السياسي إبراهيم السراج، أن الولايات المتحدة تسعى إلى تضخيم خطر تنظيم داعش الإرهابي في العراق، عبر الإيحاء بقدرته على تنفيذ عمليات في مناطق مختلفة، بهدف تبرير استمرار قواعدها العسكرية في البلاد.
وأضاف السراج في تصريح لـ/المعلومة/، أن واشنطن قد تلجأ للضغط على الحكومة العراقية لقبول استمرار قواتها تحت مسمى "مستشارين"، كما حدث في السابق، مشدداً على أن "العراق لا يحتاج لمثل هؤلاء المستشارين، إذ أن قواته الأمنية والجيش والحشد الشعبي يمتلكون القدرة الكاملة على مواجهة أي تنظيمات إرهابية". وفي سياق متصل، رأى الباحث في الشأن السياسي قاسم التميمي أن إضعاف القدرات الدفاعية للعراق، خصوصاً في مجال الدفاع الجوي، هو جزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى ضمان استمرار التواجد العسكري الأمريكي.
وقال التميمي في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "العراق يفتقر إلى منظومة تسليحية متكاملة تمكنه من صد أي اعتداء خارجي والدفاع عن سيادته الوطنية، نتيجة فيتو أمريكي غير معلن يمنع امتلاك منظومات دفاع جوي متطورة". وأضاف التميمي أن "التواجد العسكري الأجنبي، وعلى رأسه الأمريكي، لم يُحدد بمدة زمنية واضحة أو جدول انسحاب حقيقي"، لافتاً إلى أن "استمرار إضعاف القدرات الدفاعية للعراق، خصوصاً في حماية الأجواء، يصب في مصلحة الإبقاء على هذا التواجد لأطول فترة ممكنة". ويحذر خبراء وسياسيون من أن تغييرات الصفات الشكلية للجنود الأمريكيين إلى مستشارين أو إعادة تموضعهم من قاعدة إلى أخرى لا تمثل انسحاباً حقيقياً، بل محاولة للمماطلة والالتفاف على سيادة العراق، مؤكدين ضرورة اتخاذ خطوات حاسمة لإنهاء الوجود العسكري الأمريكي وتعزيز قدرة العراق الدفاعية دون تدخل خارجي.انتهى 25/س