دبلوماسية تحت الطلب.. سفراء بـ"المجاملات العائلية".. أبناء المشهداني ومشعان في قلب الفضيحة!
المعلومة / خاص
في جلسة مثقلة بالاعتراضات، وعلامات الاستفهام حول كفاءة وشرف التمثيل الخارجي، صوت مجلس النواب العراقي اليوم الثلاثاء ، على قائمة تضم 91 سفيرًا جديدًا يمثلون العراق في مختلف دول العالم، وسط صدمة وذهول داخل الأوساط السياسية والدبلوماسية، نتيجة الأسماء الواردة، والتي اعتبرها مراقبون "إهانة مباشرة لسمعة الدولة وهيبتها الخارجية.
تضمنت القائمة، بشكل لافت، أسماء أبناء وزعماء سياسيين معروفين بتورطهم في ملفات فساد أو إثارة الجدل، من دون أي سجل دبلوماسي أو مهني يؤهلهم لتولي هذا المنصب الحساس
أبرزهم، عبد الباسط محمود المشهداني – التسلسل (72) – نجل رئيس البرلمان الأسبق محمود المشهداني، الذي وُصف في الأروقة النيابية بـ"عراب الصفقات داخل البرلمان،
ويزن مشعان الجبوري الذي تم استبعاده من قبل المفوضية للمشاركة بالانتخابات البرلمانية المقبلة– بالتسلسل (76) – نجل السياسي والإعلامي المثير للجدل مشعان الجبوري، أحد أبرز الوجوه المرتبطة بتصريحات طائفية وملفات فساد مالي ، إلى جانب أسماء أخرى كـ أشواق الجاف بالتسلسل 89، وأشخاص آخرين لا يملكون أي سجل يُذكر في السلك الدبلوماسي، ولا حتى في المجال الإداري أو القانوني.
اضغط على الرابط لمعرفة اسماء قائمة السفراء: https://t.me/almaalomah/177922
*خارجية تتحول إلى "مكافأة نهاية خدمة
مصادر من داخل وزارة الخارجية أكدت لوكالة / المعلومة / أن القائمة "لا تمت للكفاءة بصلة"، وإنما جاءت نتيجة تفاهمات حزبية ومجاملات فئوية، وأن الوزارة "فقدت سيطرتها على قرارات التعيين منذ سنوات"، وأن السفراء الجدد يمثلون "توزيع حصص سياسية أكثر مما يمثلون العراق.
ولم تخلُ الجلسة من الاعتراضات الحادة من بعض النواب، الذين رأوا في القائمة "استهانة خطيرة" بموقع العراق الدبلوماسي، وتكريسًا للمحسوبية والفساد المؤسسي".
من جهته اتهم النائب مختار الموسوي رئيس البرلمان محمود المشهداني بتمرير قانون السفراء بالقوة رغم اعتراض غالبية النواب، مبيناً أن القانون مرّ بتصويت لم يشارك فيه سوى نحو عشرة نواب فقط بعد انسحاب معظم الأعضاء من الجلسة.
وقال الموسوي في تصريح لـ/المعلومة/، إن "المشهداني أصرّ على تمرير قانون السفراء على الرغم من اعتراض كتل سياسية ونيابية واسعة، حيث انسحب معظم النواب من القاعة بهدف كسر النصاب، إلا أن رئيس البرلمان مرر القانون بتصويت لا يتجاوز 10 نواب"، لافتاً إلى أن "هذا الأمر يمثل مخالفة دستورية خطيرة وانتهاكاً فاضحاً للنظام الداخلي.
وأضاف أن "ما حدث يكشف أن المشهداني لا يرتقي إلى مستوى رئاسة البرلمان ويفتقر إلى الكاريزما القيادية"، محذراً من أن "قانون السفراء بصيغته الحالية يعدّ أكبر كارثة فساد في تاريخ العراق لأنه كُرّس وفق مبدأ المحاصصة السياسية بعيداً عن معايير الكفاءة والخبرة.
وفي وقت سابق من اليوم وقبل انعقاد الجلسة أبدت لجنة العلاقات الخارجية النيابية اعتراضها على تمرير قائمة السفراء الجدد دون مناقشة فردية لكل مرشح، مؤكدة أن القائمة التي صوّت عليها مجلس الوزراء تواجه ملاحظات جدية ولن تمر داخل البرلمان.
وقال عضو اللجنة حيدر السلامي في تصريح لوكالة/ المعلومة/، إن "اللجنة خاطبت رئيس مجلس الوزراء بطلب رسمي للحصول على أسماء السفراء الذين جرى التصويت عليهم، لكن حتى الآن لم تصل القائمة إلى مجلس النواب
وأضاف أن "القائمة تضم عدداً من المرشحين غير المؤهلين وتشمل عوائل ومقربين من شخصيات وزعماء سياسيين، وهو أمر مؤسف"، مشدداً على أن "السفير يمثل العراق وينفذ سياسته الخارجية وليس سياسة حزب أو جهة معينة، خصوصاً أن قانون الخدمة الخارجية يحدد 75% من السلك الدبلوماسي من داخل الوزارة و25% من خارجها، بعيداً عن ترشيحات الأحزاب والكتل.
فيما أشار خبراء ان قائمة السفراء هذه هي شهادة وفاة للدبلوماسية العراقية، ولا يمكن أن نرسل أبناء مشعان والمشهداني لتمثيل العراق، وهم لم يديروا حتى دائرة بسيطة داخل الدولة هذه سفارات، وليست جوائز ترضية.
واللافت أن محمود المشهداني، والد أحد المرشحين – عبد الباسط محمود المشهداني – يُتهم بأنه من أبرز من يقاتل داخل البرلمان لتمرير صفقات تُمكّن حلفاءه من مفاصل القرار، رغم تاريخه المرتبك في العمل النيابي ، لخذلان من رشحه ووقف بجانبه في جلسة التصويت عليه كرئيس للبرلمان بعد محمد الحلبوسي المتهم بالتزوير ، أما مشعان الجبوري، فله سجل طويل في التلاعب الإعلامي والتصريحات المثيرة، ورغم ذلك، نجح في تمرير اسم ابنه إلى قائمة من يفترض أن يمثلوا الدولة العراقية على أراضٍ أجنبية.
في ظل هذا الواقع، تبدو الدبلوماسية العراقية وكأنها باتت ملكًا شخصيًا للأحزاب والعائلات السياسية، تُوزع مثل المغانم، بعيدًا عن الكفاءة والخبرة والسيرة الذاتية، فأين السفراء من ذوي الاختصاص؟، وأين أبناء البعثات، والخبراء في العلاقات الدولية، والمفكرون، والمترجمون، والمثقفون؟، لماذا غُيبوا لصالح أبناء المتنفذين؟.
إن تمرير قائمة بهذه الصيغة، هو إهانة صريحة لسمعة العراق الدولية، واستهانة بعقول شعبه، وخرق صارخ لميثاق الوظيفة العامة، فلم تعد الكفاءة مقياسًا، بل النسب والانتماء والولاء السياسي.انتهى / 25

