الجنوب يموت عطشاً.. والسوداني يغض الطرف عن حصار تركيا المائي!

المعلومة/تقرير..

يواجه العراق تهديداً خطيراً يمسّ أمنه الاقتصادي والغذائي، بفعل أزمة الجفاف المتفاقمة نتيجة السياسات المائية العدائية التي تنتهجها تركيا، والتي ترقى إلى مستوى الحصار المائي على البلاد. وتعيش محافظات الوسط والجنوب أوضاعاً مأساوية جراء هذه الأزمة، حيث تسببت بنفوق أعداد كبيرة من الحيوانات، وجفاف البحيرات، وتلف المحاصيل الزراعية، إضافةً إلى موجات نزوح واسعة خاصة من القرى الريفية التي تعتمد على الزراعة وتربية المواشي كمصدر رئيسي للرزق.

ويرى مراقبون أن استمرار أنقرة في منع الإطلاقات المائية سيؤدي إلى خسائر فادحة في قطاع الثروة الحيوانية، تقدر بملايين الدولارات، مؤكدين أن هذا القطاع يمثل ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد الوطني. كما حذروا من أن غياب المعالجات الجادة سيقود إلى انهيار المنظومة الغذائية بشكل كامل، في ظل صمت حكومي مقلق، واكتفاء السلطات بتحركات خجولة لا ترقى إلى مستوى حجم الكارثة التي تضرب البلاد وتهدد مستقبلها المائي والاقتصادي.

• 

*نزوح واسع من الأرياف

وفي هذا السياق، أكد رئيس لجنة الزراعة والمياه النيابية الأسبق، فرات التميمي، في تصريح لوكالة /المعلومة/، أنه "تم رصد نزوح أكثر من 20 منطقة بسبب أزمة المياه، محذراً من احتمال تزايد النزوح إذا استمر الوضع على ما هو عليه".

وأضاف التميمي أن "الجفاف يهدد مصادر الرزق في مناطق الأهوار وجنوب العراق بشكل خاص"، مشدداً على ضرورة "اعتماد استراتيجية طويلة الأمد تتضمن تحلية مياه البحر وتطبيق تقنيات حديثة في الري للحد من الهدر المائي".

*تهديد للثروة الحيوانية والأمن الغذائي

من جانبه، حذّر رئيس اللجنة الاقتصادية النيابية، ياسر الحسيني، من المخاطر الاقتصادية الناتجة عن أزمة المياه، مؤكداً لـ/المعلومة/ أن "انخفاض مناسيب المياه بسبب تعنّت تركيا في إطلاق الحصص المائية، أدى إلى خسائر كبيرة في قطاع الثروة الحيوانية".

• 

وبيّن الحسيني أن "الثروة الحيوانية تُعد من الدعائم الأساسية للاقتصاد الوطني، وأي تهديد لها سيقود إلى أزمة غذائية خانقة وخسائر مالية بملايين الدولارات"، منتقداً في الوقت نفسه ضعف الموقف الحكومي تجاه الانتهاكات التركية، واصفاً إياها بأنها "وسيلة ضغط سياسي تُستخدم لتحقيق مصالح أنقرة".

ورغم التهديدات الخطيرة التي يواجهها العراق نتيجة أزمة الجفاف، تواصل حكومة محمد شياع السوداني الصمت والتقاعس في التصدي لهذا الملف المصيري، متجاهلة التداعيات الكارثية على الزراعة والثروة الحيوانية وواقع ملايين المواطنين في الجنوب والوسط.انتهى / 25ز