السوداني يسعى لولاية ثانية عبر بوابة الناتو وسط انتقادات داخلية
9 أيلول 14:25
المعلومة/ تقرير..
يخوض رئيس الوزراء محمد شياع السوداني اختباراً سياسياً مبكراً في ظل مساعيه لتأمين ولاية ثانية، بالتزامن مع ضغوط أميركية لعرقلة تشريع قانون الحشد الشعبي وفرض مطالب أخرى وُصفت بأنها تمس السيادة الوطنية.
وتشير مصادر سياسية إلى أن السوداني بدأ بالفعل بتقديم تنازلات في هذا الاتجاه، على أمل كسب دعم واشنطن لضمان بقائه في السلطة، غير أن هذه الطموحات تصطدم بمواقف داخلية رافضة لأي خضوع للإملاءات الخارجية.
وفي هذا الإطار، جاءت زيارة السوداني إلى مقر حلف الناتو في العاصمة البلجيكية بروكسل، والتي اعتبرها مراقبون جزءاً من تحركاته لاستمالة دعم دول الحلف لترشيحه لولاية ثانية، حتى وإن كان ذلك على حساب الثوابت الوطنية.
ووفقاً للمحلل السياسي صباح العكيلي، فإن مشاركة السوداني في مؤتمر الناتو تعكس "محاولة واضحة لاسترضاء الغرب عبر تنازلات سياسية وأمنية لا تراعي المصلحة الوطنية".
وأضاف العكيلي في تصريح لـ/المعلومة/، أن "رئيس الوزراء يركز في هذه المرحلة على كسب دعم الغرب، ولو كان ذلك على حساب السيادة العراقية ومصالح الشعب، وهو ما يُمثل تهديداً خطيراً لمستقبل البلاد".
وأكد أن العراقيين بحاجة إلى "مواقف وطنية راسخة بدلاً من مساومات سياسية ومجاملات خارجية".
من جانبه، استبعد عضو ائتلاف دولة القانون، إبراهيم السكيني، إمكانية منح السوداني ولاية ثانية حتى وإن قدّم تنازلات للولايات المتحدة.
وقال في تصريح لـ/المعلومة/، إن "الشعب العراقي سيقول كلمته في صناديق الاقتراع، ولن يسمح بفرض أي مرشح من الخارج"، مشيراً إلى أن "أداء السوداني لم يكن بالمستوى المطلوب، خاصة في ملفات الفساد والتقارب مع شخصيات متطرفة، إضافة إلى الجدل بشأن قضايا مثل التنصت".
تظهر هذه المواقف وجود تصدعات داخل الإطار التنسيقي بشأن مستقبل السوداني، بالتزامن مع انقسامات سياسية حادة وتحضيرات متسارعة للانتخابات المقبلة. ويرى مراقبون أن توافق قوى الإطار سيكون العامل الحاسم في اختيار رئيس الوزراء القادم، وليس فقط الضغوط الأميركية أو المزاج الشعبي، ما يجعل مستقبل السوداني السياسي مفتوحاً على احتمالات متعددة منذ الآن.
وبينما تراهن بعض الأطراف على إعادة ترشيح السوداني كخيار توافقي، تؤكد أصوات أخرى أن ما بعد انتخابات تشرين الثاني المقبل قد يحمل سيناريوهات مغايرة، وربما يكون ملف الولاية الثانية قد طُوي قبل أن يُفتح فعلياً.انتهى/25م