الجاسوسة في الظل.. هل كانت إليزابيث تسوركوف ضيفة سرّية في السفارة الأمريكية؟
المعلومة / خاص..
في قضية تتقاطع فيها الاستخبارات، الدبلوماسية، أثار الإفراج عن الباحثة الإسرائيلية – الروسية إليزابيث تسوركوف عاصفة من التساؤلات حول الجهة الحقيقية التي كانت تحتجزها، ولماذا غابت المعلومات الرسمية حولها طوال فترة "الاختطاف"، وما إذا كانت فعلاً أسيرة لجهة معينة، أم كانت في حماية جهة دولية داخل الأراضي العراقية.
دخلت تسوركوف العراق بجواز سفر روسي، رغم كونها تحمل الجنسية الإسرائيلية، وبحسب القانون العراقي، يحظر دخول حاملي الجنسية الإسرائيلية حتى لو بجواز سفر بديل، ما يضع إقامتها داخل العراق في خانة المخالفة القانونية.
وفي هذا الشأن أكد القيادي في ائتلاف دولة القانون، الشيخ حيدر اللامي، أن الجاسوسة الصهيونية – الأمريكية الحاملة للجنسية الروسية إليزابيث انتهكت سيادة العراق، مشدداً على أنه كان ينبغي أن تُعدم وفق القانون العراقي.
وقال اللامي في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "إطلاق سراح الجاسوسة (الأمريكية – الصهيونية) لا يعد انتصاراً للدبلوماسية العراقية، بل جاء بضغط مباشر من الولايات المتحدة وحلفائها"، مضيفاً أن "هذه الجاسوسة الصهيونية أضرت بالعراق وانتهكت قوانينه الوطنية وكان يتعين محاكمتها داخلياً وتنفيذ حكم الإعدام بحقها أسوة بما هو معمول به في القوانين الدولية.
وأوضح أن "القضية لا تتعلق بكونها أُفرج عنها أو تم تحريرها، بل بضرورة التعامل معها كجاسوسة ارتكبت جرائم على أرض العراق ويجب أن تنال عقوبتها وفق القوانين النافذة.
وأشارت مصادر عراقية غير رسمية إلى أن تسوركوف لم تكن مختطفة بالمعنى الكلاسيكي، بل كانت في وضع خاص تحميه جهة دولية.
وتحدثت عدة تقارير استخباراتية وتسريبات إعلامية عن احتمال أن تكون إليزابيث تسوركوف موجودة داخل محيط السفارة الأمريكية في بغداد طوال الفترة التي قيل إنها "مختطفة، حيث تُعد السفارة الأمريكية في بغداد من أكبر المنشآت الدبلوماسية في العالم من حيث البنية الأمنية والحصانة، وفي حال صحّت هذه الفرضية، فإنّ القضية تتحوّل من "اختطاف أمني" إلى عملية إخفاء مدروسة ومحمية دوليًا.
وتزامن الإفراج عنها مع ضغوط أمريكية متزايدة على الحكومة العراقية، في سياق مفاوضات أمنية وسياسية أوسع، قد تكون القضية استُخدمت كورقة ضغط سياسية، أو حتى كغطاء لعمليات تفاوض سرية بين أطراف داخلية وخارجية.
ومن اللافت أن إسرائيل لم تُدِن العراق بشكل رسمي، واكتفت بالتصريحات الدبلوماسية المتوازنة، وهو مؤشر إضافي على وجود ترتيبات غير معلنة. انتهى / 25
