قصفٌ "إسرائيلي" ومجلسٌ صامت... هل ماتت وحدة الخليج؟
المعلومة/بغداد..
مع القصف الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة مؤخراً، برزت علامات استفهام كبرى حول قدرة مجلس التعاون الخليجي على حماية سيادة أعضائه، وحول جدوى التحالفات والضمانات الأمنية التي راهنت عليها دول الخليج لعقود.
وبينما اكتفت العواصم الخليجية بمواقف باهتة، جاء الاستغراب من داخل البيت العربي نفسه، ليعكس فجوة واضحة بين التهديدات التي تواجه المنطقة والردود الرسمية التي صدرت.
*صمت خليجي يثير التساؤلات
النائب فراس المسلماوي أكد أن الهجوم يمثل اعتداءً مباشراً على دولة عضو في مجلس التعاون، وكان يستدعي موقفاً قوياً وحازماً.
ويقول المسلماوي لـ/المعلومة/، إنه "للأسف، الردود جاءت ضعيفة للغاية، تكراراً لنهج مألوف في التعاطي مع الاعتداءات الإسرائيلية والأميركية".
المسلماوي أشار إلى أن "المجلس كان من المفترض أن يُظهر تضامناً أكبر مع قطر في هذه القضية، خصوصاً في ظل التصعيد المستمر من قبل إسرائيل والولايات المتحدة تجاه المنطقة"، معتبراً أن "دول الخليج مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بمراجعة سياساتها، فالصمت لم يعد مقبولاً أمام تحديات تمس جوهر السيادة الوطنية".
*تحالفات كبرى.. وغياب الحماية
على مدى عقود، نسجت دول الخليج شبكة واسعة من العلاقات مع الولايات المتحدة والدول الغربية، ودفعت مليارات الدولارات في صفقات تسليح وتعاون أمني وعسكري.
لكن الأحداث الأخيرة طرحت تساؤلات حول جدوى هذه الاستثمارات، خاصة أن القصف الإسرائيلي جاء في وقت يفترض أن تكون فيه هذه الدول مغطاة بضمانات أمنية أميركية.
الباحث في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إتش هيلير، قال بهذا الصدد: "أعتقد أن هذه الدول ستتساءل عما يمكنها فعله لردع الهجمات المستقبلية، وأيضاً ما نوع البنية الأمنية التي تحتاج إلى الاستثمار فيها الآن بدلاً من الاعتماد على شريك لم يتمكن من حمايتها حتى من أحد حلفائه".
*اهتزاز الثقة مع واشنطن
لم يكن الرهان الخليجي على الولايات المتحدة وليد اللحظة، فمنذ زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة عام 2017، وقعت السعودية وقطر والإمارات صفقات ضخمة تجاوزت قيمتها 3 تريليونات دولار، مقابل وعود أميركية غير مكتوبة بالأمن والاستقرار. غير أن القصف الإسرائيلي على الدوحة كشف هشاشة هذه الضمانات، وأظهر أن التحالف مع واشنطن لا يعني الحماية المطلقة.
ويشير مراقبون إلى أن الرسالة التي بعثتها إسرائيل بضرب الدوحة، لم تكن موجهة لقطر وحدها، بل لكل دول الخليج التي باتت ترى في التحالف مع واشنطن الممر الآمن لحماية أنظمتها وحدودها.انتهى/25ق
