حكومة صدمات لا خدمات.. إخفاق متواصل وتراجع ثقة الشارع

المعلومة / تقرير ..
رغم نجاح الإعلام الحكومي في تلميع صورة حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إلا أن الواقع الخدمي والسياسي يعكس صورة مغايرة تمامًا، وفقاً لمراقبين يرون أن الحكومة الحالية تتجه نحو "الإخفاق في الملفات الجوهرية"، وسط مؤشرات على تفكك تحالفاتها الداخلية.
فعلى صعيد الخدمات، يشهد الشارع العراقي استياءً متصاعدا من تراجع الأداء الحكومي، في ظل تجاهل العديد من القوانين والملفات الحساسة، مثل: عرقلة تمرير قانون الحشد الشعبي والتأخير في إقرار قانون جهاز الخدمة العامة وتجميد تعديل سلم الرواتب والتأخير المتعمّد في إرسال جداول موازنة 2025، والتي تحيط بها شبهات تتعلق بهدر المال العام وتوجيه الإنفاق نحو مشاريع ذات طابع دعائي، هدفها "تلميع صورة الحكومة" تمهيدا لتحقيق طموح السوداني في ولاية ثانية.

• 

تجاهل الحكومة  للتوغل التركي ولقاء غامض مع الجولاني

أما في الملف الأمني، فقد أثار غياب الموقف الرسمي تجاه التوغل التركي في شمال العراق استياءً واسعا، خاصة مع اقتراب القوات التركية من مشارف الموصل ودهوك، دون أي تحرك واضح من الحكومة العراقية.
وفي السياق ذاته، ما يزال الغموض يكتنف اللقاء الذي جمع السوداني بزعيم جبهة النصرة السابق، أبو محمد الجولاني، في قطر، دون كشف أي تفاصيل للرأي العام أو توضيح رسمي من مكتب رئيس الوزراء.

خيبة الشارع.. وتصدّع العلاقة مع "الإطار"

هذه الملفات وغيرها، شكّلت صدمة كبيرة لدى مختلف شرائح المجتمع، وخاصة الطبقات الواعية، التي لم تنطلي عليها "بهرجة الإعلام الحكومي"، الذي يبدو بحسب مراقبين أنه بات يسوّق للسوداني كـمرشح محتمل لولاية ثانية، رغم مؤشرات على تصدع تحالفه الأساسي مع قوى الإطار التنسيقي.
المحلل السياسي إبراهيم السراج يرى أن السوداني لم يعد يحظى بالدعم السياسي الذي جاء به إلى رئاسة الحكومة، وقال في تصريح لـ /المعلومة/: ان "رئيس الوزراء ابتعد عن العمق السياسي الذي خرج منه، وأصبح يعوّل على الدعم العربي وبعض القوى الإقليمية، لكن هذا النهج لن يُنقذه من الضغوط أو الأجندات الخارجية، خاصة الأميركية".

لقاء الجولاني وخرق التفاهمات.. من أسباب تراجع الثقة

• 

من جهته، أكد السياسي صباح العكيلي أن السوداني تجاوز التفاهمات السياسية التي أبرمها مع الإطار التنسيقي، وقال في تصريح لوكالة / المعلومة / ، ان "رئيس الوزراء خرج فعليًا من عباءة الإطار منذ توليه المنصب، وسعى لتشكيل محور سياسي جديد، من خلال توثيق علاقاته مع الأطراف السنية والكردية".
وأشار إلى أن لقاءه السري مع الجولاني في قطر، الذي جرى دون علم الإطار، كان نقطة تحوّل خطيرة أسهمت في اهتزاز الثقة بينه وبين القوى التي دعمته.
دعم سعودي و"انقلاب سياسي" 
وفي خضم هذا التوتر، أشارت مصادر سياسية إلى أن السوداني يستعد للإعلان عن موقف سياسي جديد "قد يُفسّر على أنه انقلاب على الإطار التنسيقي"، بالتزامن مع معلومات عن دعم سعودي محتمل لترشيحه لولاية ثانية.
ورغم محاولات الإعلام الرسمي رسم صورة وردية للحكومة، إلا أن الشارع العراقي وقواه السياسية بدأوا يتعاملون مع حكومة السوداني بوصفها "حكومة صدمات.. لا خدمات"، في ظل إخفاق متواصل في الملفات الخدمية والسياسية والأمنية.انتهى / 25م