فوضى الإعلانات الانتخابية ترسل رسائل سلبية وتدفع للعزوف عن المشاركة

المعلومة / تقرير ..
تحوّلت شوارع وساحات العاصمة بغداد والمحافظات إلى مساحات مكتظة بلافتات وصور المرشحين والكتل السياسية، في مشهد فوضوي أثار استياءً شعبيا واسعا، وسط تساؤلات حول جدوى هذا "التسويق الانتخابي المتوحش" الذي وصفه مراقبون بأنه يسيء إلى الذوق العام ويعكس فشلاً في فهم طبيعة التواصل السياسي الفعّال.
ويعبّر مواطنون عن امتعاضهم من حجم الإنفاق والمبالغة في نشر الصور والشعارات، معتبرين أن ذلك لا يروج للبرامج الانتخابية بقدر ما يروج للسطحية وشراء الأصوات بالبهرجة.

فساد قادم تحت غطاء المال الانتخابي

وحذّر عضو مجلس النواب محمد عنوز من أن الإنفاق المالي الضخم لبعض المرشحين والكتل، لا سيما من رجال أعمال ومستثمرين، "يمثل مؤشراً خطيراً على فساد مرتقب بعد الانتخابات"، داعياً المواطنين إلى المساءلة والوعي بمصادر هذه الأموال.

• 

وقال عنوز في تصريح لوكالة /المعلومة/، إنّ "بعض القوى السياسية بدأت حملاتها الانتخابية مبكراً مستخدمة ضخاً مالياً غير مسبوق، ما يثير تساؤلات مشروعة عن مصدر التمويل"، مشيراً إلى أن "هذا الإنفاق المبالغ فيه يكشف نية مسبقة للهيمنة على المشاريع الحكومية بغرض تعويض ما أُنفق خلال الحملة الانتخابية".
وأضاف أن "ما نشهده ليس دعاية انتخابية بل استثمار سياسي لتحقيق مصالح اقتصادية خاصة، وهو ما يجب أن يواجهه الناخب بالرفض والمساءلة".

تسويق فوضوي بلا مضمون

وفي السياق ذاته، أكد أستاذ العلوم السياسية سالم محمد عبود، أن الحملة الدعائية الحالية تعكس ارتباكًا واضحًا لدى العديد من المرشحين، الذين لجأوا إلى "التسويق الدعائي العشوائي" عبر لافتات ضخمة تفتقر لأي مضمون سياسي أو برنامج انتخابي.
وأوضح عبود أن "اللافتات المبالغ فيها أصبحت محل سخرية الشارع العراقي، سوى ارقام وتسلسلات، دون طرح واضح لأفكار أو حلول"، مضيفاً أن "هذا النوع من الدعاية خرج عن إطار المفهوم الحقيقي للعملية الانتخابية التي يفترض أن تقوم على الرؤية الواقعية والتشخيص والتحليل واستشراف المستقبل".
وأشار إلى أن غالبية المرشحين وقعوا في "فخ التسويق السلبي"، خاصة في ظل أوضاع اقتصادية صعبة يعيشها المواطن العراقي، من تقشف حكومي، واستقطاع رواتب، وتفشي البطالة، وتدهور في قطاعي الصحة والخدمات.

• 

 

عزوف انتخابي متوقع

ويرى مراقبون أن هذا الانفلات في الإعلانات الانتخابية قد يُسهم بشكل مباشر في زيادة نسب العزوف عن المشاركة في الانتخابات المقبلة، باعتبار أن المشهد الدعائي بات ينمّ عن انفصال كامل بين الطبقة السياسية واحتياجات الناس وتطلعاتهم.
ومع غياب البرامج الواقعية وتحوّل الانتخابات إلى "سباق صور وتمويل"، بات المزاج العام يتجه نحو الإحباط والتشكيك في العملية السياسية برمتها.انتهى / 25م