الخزين الميت.. جفاف دجلة والفرات يفاقم العطش ويدفع السكان للنزوح

المعلومة / بغداد ..
تسبب الاهمال الحكومي واستمرار السياسات التركية في جفاف نهري دجلة والفرات وفروعهما في مختلف المحافظات، بعد ان وصلت نسبة المياه في سد الموصل الى مستويات متدنية جدا تقترب مما يسمى بالخزين الميت، الامر الذي ينذر بكارثة كبيرة تفتك بالشعب العراقي، خصوصا بعد ان تسبب جفاف بعض الانهار والاهوار الى حالة نزوح للسكان، حيث فقد العراق 85 بالمئة من المياه التي كانت تتدفق اليه من تركيا، الا ان سياسات الجار كانت بالضد من العراق وقد تخفي خلفها اهدافا يراد منها تحقيق منافع اقتصادية وسياسية لانقرة.

• 

ويقول عضو لجنة الزراعة والمياه النيابية، النائب ثائر الجبوري، في حديث لـ/المعلومة/، إن "أزمة المياه في العراق تمر بمرحلة حرجة تُعدّ الأخطر منذ مئة عام على الأقل، بحسب القراءات الرسمية الصادرة عن وزارة الموارد المائية، لاسيما مع انحسار تدفقات نهري دجلة والفرات بنسبة تصل إلى 85% مقارنة بالسنوات الماضية، حيث ان معدلات الخزين في جميع السدود العراقية انخفضت إلى مستويات حرجة للغاية، إلا أن خزين بحيرة سد الموصل لم يصل بعد إلى مرحلة الخزين الميت"، مبيناً أن "كمية المياه المتوفرة فيه تتجاوز المليار متر مكعب، في حين أن طاقته القصوى تتراوح بين 9 إلى 11 مليار متر مكعب، ما يعني أنه فقد أكثر من 90% من خزينه".

• 

من جانب اخر، أكد النائب صلاح التميمي لـ/المعلومة/، إن "مدينتي مندلي وقزانية، اللتين تعدان من أشهر المدن الحدودية في العراق، عانتا لعقود طويلة من الجفاف والعطش، ما انعكس سلباً على حياة الأهالي ومزارعهم وبساتينهم، حيث ان المشروع الجديد الذي تم تخصيص 30 مليار دينار لتنفيذه يُعد الأكبر من نوعه، ويهدف لإيصال المياه العذبة إلى أكثر من 60 ألف نسمة في المدينتين وقراهما، لينهي فصلاً طويلاً من المعاناة وشح المياه"، لافتا الى ان "المرحلة الأولى من المشروع ستبدأ قريباً، لتأمين حصص مائية عادلة ومنصفة تسهم في إنهاء شبح الجفاف والعطش عن تلك المناطق الحدودية".
في حين، اوضحت النائبة عن محافظة ذي قار، هيفاء الجابري لـ/المعلومة/، إن "أهالي الأهوار يواجهون ظروفا صعبة للغاية، حيث أدى الجفاف المتواصل إلى تراجع إنتاجية الأراضي الزراعية والمزارع السمكية، ما أجبر العديد من العائلات على الانتقال إلى مناطق أخرى بحثا عن المياه والغذاء"، مردفة ان "الوضع يتطلب تدخلًا عاجلا من الحكومة المحلية والمركزية لتقديم المساعدات الإنسانية الطارئة، بما في ذلك توفير المياه الصالحة للشرب، والإمدادات الغذائية، وتحسين البنية التحتية للمزارع ومناطق الصيد، اضافة الى ان الأهوار تمثل ثروة طبيعية هامة للبلاد، ويجب أن تُحظى بحماية فعّالة، مع وضع خطط طويلة الأمد لمواجهة آثار التغير المناخي والجفاف المتكرر، لتفادي الكوارث البيئية والاجتماعية في المستقبل".

• 

 

وتابعت أن "موجة النزوح الحالية تنذر بمزيد من التدهور الاجتماعي والاقتصادي إذا لم تتخذ إجراءات سريعة وفعالة لإنقاذ الأهالي والموارد الطبيعية في الأهوار"، مشددة على "ضرورة وضع حلول مستدامة لمعالجة أزمة المياه وحماية البيئة في المحافظة". انتهى 25ن