الاحتلال التركي شمال العراق.. خسائر اقتصادية وفقدان للسيادة

المعلومة/تقرير ..
في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعداً ملحوظاً في التوترات الإقليمية، تواصل تركيا اتخاذ خطوات سياسية وعسكرية تؤثر بشكل مباشر على سيادة العراق. 
من أبرز هذه الإجراءات كان الحظر الجوي الذي فرضته أنقرة على مطار السليمانية في أبريل 2023، مما ألحق أضراراً جسيمة بالاقتصاد المحلي وعمّق الأزمات الخدمية في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، تزايد الجدل حول التواجد العسكري التركي في شمال العراق، حيث يرى العديد من المسؤولين العراقيين أن هذا الوجود يشكل انتهاكاً صارخاً للسيادة العراقية ومحاولة لإحياء الطموحات العثمانية.
 تأتي هذه التطورات في وقت حساس يواجه فيه العراق تحديات كبيرة على الصعيدين الداخلي والخارجي.
وفي هذا السياق، أكدت عضو لجنة النقل النيابية، فاتن القره غولي، أن الحظر الجوي الذي فرضته الحكومة التركية على مطار السليمانية منذ عام 2023 ألحق خسائر اقتصادية كبيرة، واصفةً إياه بأنه انتهاك واضح للسيادة العراقية رغم رفعه مؤخراً.

• 

وأوضحت القره غولي في تصريح لوكالة /المعلومة/ أن "الحظر التركي على مطار السليمانية أثر بشكل كبير على الاقتصاد المحلي والخدمات في المحافظة، كما تسبّب في تقييد حركة المواطنين ورجال الأعمال". 
وأضافت أن "هذه الخطوة كانت سياسية بحتة ولم يكن لها علاقة بالذرائع الأمنية التي ساقتها أنقرة".
وتابعت القره غولي، قائلة: "لقد التزم العراق الصمت طويلاً حيال هذا التصرف الذي يمثل تعدياً على السيادة الوطنية، وكان من الضروري أن يكون هناك رد دبلوماسي حازم على هذا الإجراء غير المبرر".
من جانب آخر، أكد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، علي البنداوي، أن الوجود العسكري التركي في شمال العراق يشكل انتهاكاً واضحاً للسيادة العراقية، مشيراً إلى أن أنقرة تسعى إلى إحياء أطماعها العثمانية تحت ذريعة محاربة الإرهاب.
وفي تصريح لوكالة /المعلومة/، قال البنداوي: "القوات التركية المتواجدة في شمال العراق لم تأتِ بالتنسيق مع الحكومة العراقية، مما يجعل وجودها غير شرعي ويعد بمثابة احتلال فعلي للأراضي العراقية". 

• 

 

وأوضح أن "أنقرة تستغل ذريعة محاربة الإرهاب لتبرير توسعها العسكري في المنطقة وتعزيز نفوذها على حساب دول الجوار".
وأضاف البنداوي أن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى إلى استعادة نفوذ الدولة العثمانية القديمة من خلال سياسة التمدد التي تتجاوز القوانين الدولية ومبادئ حسن الجوار"، مشيراً إلى أن "التساهل مع هذه الانتهاكات يشجع تركيا على التمادي في خرق السيادة الوطنية".
ختاماً، تمثل تصرفات تركيا، سواء فيما يتعلق بالحظر الجوي أو التواجد العسكري، تحدياً خطيراً لسيادة العراق وحقوق شعبه. ورغم انتهاء بعض الإجراءات مثل الحظر الجوي، فإن الأسئلة تظل قائمة حول كيفية تعامل الحكومة العراقية مع هذه الانتهاكات وضرورة اتخاذ مواقف دبلوماسية حاسمة لحماية سيادة البلاد.انتهى / 25ز