باحث: واشنطن تمهد لتحويل وجودها في العراق من أمني إلى اقتصادي
المعلومة / خاص..
أكد الكاتب والصحفي سيف الحمداني، اليوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة تسعى لإرسال رسالة سياسية واضحة مفادها أن وجودها في العراق لن يبقى مقتصراً على الجانب الأمني والعسكري، بل سيمتد ليشمل التأثير الاقتصادي، مشيراً إلى أن خطوة تعيين مبعوث أمريكي جديد في بغداد تعكس استمرار حالة القلق وانعدام الثقة بين واشنطن والحكومة العراقية.
وقال الحمداني في تصريح لوكالة /المعلومة/، إنّ “الولايات المتحدة تحاول ترسيخ حضورها في العراق بشكل مختلف هذه المرة، من خلال أدوات اقتصادية واستثمارية إلى جانب نفوذها الأمني والعسكري”، مضيفاً أن “تعيين مبعوث خاص في هذا التوقيت يأتي في إطار رغبة واشنطن بإعادة ضبط العلاقة مع بغداد وفق مصالحها الخاصة”.
وأضاف أن “أمريكا ما تزال تتوجس من الحكومات العراقية المتعاقبة رغم مرور عدة دورات انتخابية، وربما شعرت مؤخراً بضرورة اتخاذ خطوة استباقية تجاه العراق قبل أن تتوسع الشراكة الصينية فيه”، موضحاً أن “هذه الخطوة تعبر عن قلق أمريكي من تمدد النفوذ الآسيوي، خصوصاً في مجالات الطاقة والبنى التحتية”.
وأشار الحمداني إلى أن “المواقف الأمريكية تجاه العراق متذبذبة وغير مستقرة، إذ لا يمكن الوثوق بواشنطن أو التنبؤ بسياساتها، فقراراتها غالباً ما تخضع لحسابات داخلية ومصالح متغيرة”، لافتاً إلى أن “تعيين مبعوث خاص لا يدل على وجود ثقة حقيقية، بل يعكس محاولة مراقبة أدق لتوجهات الحكومة العراقية وتحركاتها الإقليمية”.
وتأتي تصريحات الحمداني في وقت تشهد فيه العلاقات العراقية – الأمريكية مرحلة من الغموض السياسي، وسط مخاوف من أن تتحول التحركات الدبلوماسية الأخيرة إلى وسيلة لإعادة فرض النفوذ الأمريكي عبر البوابة الاقتصادية بعد فشله في المجال الأمني.انتهى25د