صناديق الاقتراع.. رهان عراقي على الاستقرار

المعلومة / تقرير..
بين حماس الشارع وترقب المشهد السياسي، تتجه الأنظار في العراق نحو الاستحقاق الانتخابي الذي لم يعد حدثاً إجرائياً عابراً، بل تحول إلى محطة وطنية يعول عليها العراقيون في تثبيت ملامح المرحلة المقبلة، ورسم مسار دولة مستقرة تحكمها صناديق الاقتراع لا الضغوط ولا الفوضى.
ومع انطلاق التصويت الخاص، بدا واضحاً أن المزاج العام يتبنى الانتخابات بوصفها خياراً وحيداً للتغيير السلمي، وأن حضور القوات الأمنية في ساحات الاقتراع يحمل دلالات تتجاوز المشاركة الرقمية ليؤكد أن حماية الديمقراطية لا تنفصل عن السلاح الذي يحمي الأرض والنظام الدستوري معاً.

وفي هذا السياق، أكد المختص في الشأن الانتخابي محمد الزيداوي، اليوم الأحد، أن “الانتخابات في العراق لم تعد إجراءً تقليدياً، بل أصبحت مقياساً وطنياً لصلابة المسار السياسي، وعلامة نضوج في وعي المجتمع بأهمية التغيير عبر المؤسسات”.

وقال الزيداوي في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن “ارتفاع وتيرة المشاركة يعكس إيماناً جماهيرياً متزايداً بأن الاستقرار السياسي لا يتجسد إلا من خلال التداول السلمي للسلطة”، مبيناً أن “الإقبال الأمني على التصويت الخاص يمثل رسالة مزدوجة، مفادها الجاهزية للحماية والمشاركة في آن واحد”.

وأضاف أن “كل صوت في هذه الانتخابات لا يقتصر تأثيره على المعادلة السياسية فحسب، بل يسهم في صياغة عقد اجتماعي جديد بين المواطن والدولة”، داعياً إلى “مشاركة واسعة تعكس نضجاً مجتمعياً وقدرة على تعزيز الثقة بالمسار الديمقراطي”.

وأردف الزيداوي أن “قوة الانتخابات لا تقاس فقط بسلامة الإجراءات الفنية، بل بحجم المشاركة والاقتناع الشعبي بأن الصندوق هو بوابة التغيير الآمن والمستدام”، مشيراً إلى أن “العراق اليوم أمام فرصة حقيقية لإعادة تثبيت الديمقراطية كخيار لا بديل عنه”.

من جهته، أعلن عضو مجلس مفوضي المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، عباس الفتلاوي، أن “نسبة المشاركة في التصويت الخاص تجاوزت مليوناً وثلاثمئة ألف ناخب، من منتسبي الأجهزة الأمنية والحشد الشعبي”.

وقال الفتلاوي في تصريح لـ/المعلومة/، إن “عملية الاقتراع تمت بانسيابية عالية ودون تسجيل معوقات فنية تُذكر”، لافتاً إلى أن “الأجهزة الإلكترونية أثبتت جاهزيتها وكفاءتها في جميع مراكز التصويت”.

وأضاف أن “المرحلة المقبلة ستشهد انطلاق التصويت العام بالآليات ذاتها التي تم اعتمادها في التصويت الخاص”، معرباً عن “تفاؤله بأن تسير العملية المقبلة بذات الانسيابية والزخم الوطني”.

وثمن الفتلاوي “الدور الذي تضطلع به اللجنة الأمنية العليا في تأمين الأجواء الانتخابية”، مشيداً بـ”جهود وسائل الإعلام في تغطية الحدث ورفع مستوى الوعي المجتمعي”.

ومع اقتراب يوم الاقتراع العام، يزداد يقين الشارع العراقي بأن صندوق الانتخابات لم يعد مجرد محطة زمنية، بل منصة لصياغة مستقبل أكثر استقراراً، وأن المشاركة الواسعة هي الدرع الأقوى بوجه أي محاولات للعودة بالعراق إلى منطق الانقسام أو الفوضى.

وتبقى الانتخابات اختباراً وطنياً تتقاطع عنده إرادة الشعب مع جاهزية المؤسسات، تحت سقف واحد اسمه الدولة، ومفتاحه صوت الناخب.انتهى25د