التفاهمات أولاً.. الطريق إلى رئاسات الحكومة مرهون بحسابات الإطار التنسيقي
المعلومة/ بغداد...
يترقب الشعب العراقي ولادة الحكومة الجديدة بعد انتهاء عملية الاقتراع العام والخاص والتي شهدت مشاركة اكثر من 12 مليون ناخب وبنسبة مشاركة تجاوزت 55 بالمئة، وهي النسبة الاعلى مقارنة بالانتخابات الماضية، حيث مازالت الصورة غير واضحة المعالم بشأن شكل الحكومة المقبلة وكم هي المدة التي ستحتاجها الاطراف السياسية للاتفاق على تشكيل الحكومة الجديدة واختيار الرئاسات الثلاث، وطبيعة التدخلات التي سترافق عملية تشكيل الحكومة الجديدة.
ويقول عضو ائتلاف دولة القانون صباح الانباري، لـ /المعلومة/، ان "الحكومة الجديدة ستنبثق من داخل الاطار التنسيقي لتحمل الوجهة السياسية للبلد، خصوصا ان جميع الاطراف داخل الاطار لديها وجهة نظر مشتركة واحدة تتلخص ببناء البلد وتشكيل الحكومة، وهو الهدف الذي يعمل على تحقيقه الاطار التنسيقي"، مضيفا ان "مسألة حصول احدى الكتل السياسية على اكبر عدد من المقاعد البرلمانية لاتعني ان هذه الكتلة ستذهب باتجاه تشكيل الحكومة، وهذا الامر تكرر كثيرا في الدورات البرلمانية السابقة، حيث ان تشكيل الحكومة المقبلة لايعتمد على عدد المقاعد البرلمانية لكل كتلة، بل على طبيعة التفاهمات والتحالفات بين الكتل السياسية والتي سيتمخض عنها اختيار رئيس الوزراء للمرحلة المقبلة"
من جانب اخر، اكد عضو الاتحاد الوطني الكردستاني غياث السورجي لـ /المعلومة/، ان "العملية السياسي في العراق لن تواجه اي عوائق امام تشكيل وانبثاق الحكومة الجديدة، ولكن نجاح هذا الامر مرهون بالابتعاد عن اي تدخلات دولية او اقليمية، حيث ان التأخر الحاصل في تشكيل الحكومات السابقة رافقه تدخلات ومحاولة لفرض املاءات من قبل بعض الدول، بهدف عرقلة تشكيل الحكومة الجديدة للعراق"، لافتا الى ان "على الكتل السياسية الاستفادة من تجارب الماضي، بحيث تعمل الاطراف الحاصلة على اعلى المقاعد للاسراع في تشكيل الحكومة والابتعاد عن المصالح والمكاسب السياسية والمكوناتية والطائفية من اجل حسم تشكيل الحكومة سريعا".
في حين، رجح الباحث بالشأن السياسي قاسم التميمي، سرعة انبثاق الحكومة الجديدة في العراق، وقال التميمي، لـ /ألمعلومة/، ان "كل القوى السياسية اصبحت على يقين بحجمها السياسية وعدد مقاعدها عقب اجراء الانتخابات وذلك من خلال التصورات الاولية لنتائج الاقتراع، حيث ان التحالفات ستبدأ بالظهور، وسيعقبها تفاهمات سريعة بين القوى السياسية، خصوصا ان هناك خارطة سياسية واضحة امام الجميع تحتم عليهم تشكيل الحكومة والمضي بباقي الاستحقاقات"، مبينا ان "المكون الشيعي لديه الاغلبية البرلمانية ثم السنة ومن بعدهم الاكراد، وعلى اساس ذلك ستشكل الحكومة وفقا للاوزان الانتخابية، بعيدا عن المشاكل خصوصا ان كل طرف سياسي لديه تصور واضح عن حجمه وثقله وعدد مقاعده، وبالتالي فأن حسم تشكيل الحكومة المقبلة لن يحتاج الى المزيد من الوقت". انتهى 25ن