مشهد حكومي غير مستقر… خلافات الداخل وضغوط الخارج قد تربك طريق التشكيل

المعلومة/ تقرير…

في ظل مشهد سياسي متزاحم بالضغوط والتجاذبات، يواصل ملف تشكيل الحكومة العراقية الجديدة الدوران في دائرة الغموض، وسط تعثر الحوارات واتساع رقعة التدخلات الخارجية التي باتت تضغط على مفاصل العملية السياسية، لاسيما في الساحة السنية. وفي الوقت الذي يتحدث فيه مراقبون عن انسداد مبكر  قد يهدد المسار السياسي، يحذر آخرون من انعكاسات هذا الاضطراب على الاستقرار العام في البلاد.

عضو تيار الحكمة الوطني كرم الخزعلي يؤكد أن المشاورات بين القوى الشيعية لا تزال في “المربع الأول”، مبيناً أن كل ما يثار بشأن اتفاق نهائي على مرشح رئاسة الوزراء هو “غير دقيق” ولا يعدو كونه تكهنات إعلامية.

وقال الخزعلي في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن “المباحثات الشيعية لم تصل حتى الآن إلى تفاهمات يمكن البناء عليها، وما يُنشر من أسماء هو خارج إطار الواقع التفاوضي الحقيقي”، لافتاً إلى أن التأخير في حسم المرشح يفتح الباب أمام تعقيدات إضافية.

ويكشف الخزعلي عن “ضغوط خارجية واضحة” تتعرض لها بعض الأطراف داخل البيت السني، معتبراً أن التعاطي مع توجيهات تأتي من خلف الحدود يهدد وحدة القرار الوطني. وأوضح أن “المرحلة الحالية تتطلب استقلالية كاملة في القرار السني بعيداً عن الحسابات الإقليمية”.

من جانبه، يرى المحلل السياسي علي البيدر أن إيقاع العملية السياسية يشهد تراجعاً ملحوظاً بسبب غياب الإرادة الوطنية الحقيقية في صناعة القرار، محذراً من أن “تحول بعض السياسيين إلى دمى بيد الفاعل الأجنبي” بات أمراً لا يمكن تجاهله.

وقال البيدر في تصريحه لـ/المعلومة/، إن “التدخلات التركية مثال واضح على محاولات استثمار الهشاشة السياسية للتغلغل في الملفات العراقية”، داعياً النظام السياسي إلى “إغلاق أي نافذة يمكن أن تدخل منها الأطراف الخارجية تحت ذرائع مختلفة”.

وأكد البيدر أن استمرار الانفتاح غير المحسوب على القوى الإقليمية “يعمّق الأزمة ولا يقدّم أي حلول واقعية”، مشدداً على ضرورة تحصين مسار تشكيل الحكومة عبر توحيد الموقف الوطني ورفع الغطاء عن أي تحركات مشبوهة.

ويرى مراقبون أن الأسابيع القادمة ستكون مفصلية في تحديد شكل التحالفات، وأن تأخر الحسم قد يدفع بالمشهد إلى مزيد من الانقسام، خصوصاً مع غياب توافق واضح داخل المكونات الرئيسية.

وبين انسداد الحوارات وتدخلات الخارج في البيت السني، يقف العراق أمام مفترق سياسي حساس قد ينعكس على استقرار الدولة ومسار تشكيل الحكومة. ومع استمرار الضبابية، تبقى الكرة في ملعب القوى السياسية لإثبات قدرتها على إنتاج قرار وطني مستقل يجنب البلاد مزيداً من الارتباك. انتهى25