جدل حول زيارة الحلبوسي والخنجر إلى قطر..هل باتت المنامة راعية تشكيل الحكومة؟

المعلومة / بغداد ..
أثارت زيارة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ونائب رئيس تحالف القرار خميس الخنجر إلى العاصمة القطرية الدوحة، حيث تم بحث ملف تشكيل الحكومة العراقية الجديدة مع القيادة القطرية، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية العراقية، لا سيما مع تأكيد قوى سياسية مثل الإطار التنسيقي على أن تشكيل الحكومة شأن داخلي بحت ولا يجب أن يشهد أي تدخل خارجي، خصوصاً من دول إقليمية.
قال القيادي في الإطار التنسيقي ورئيس تحالف تصميم، عامر الفايز، إن زيارة الحلبوسي والخنجر إلى قطر ومناقشتهما موضوع تشكيل الحكومة خطوة مرفوضة جملة وتفصيلاً. 
وأكد الفايز في تصريح لـ/المعلومة/، أن “تشكيل الحكومة العراقية قضية داخلية بحتة، ولا يحق لأي دولة خارجية ومن بينها قطر التدخل فيها أو مناقشة تفاصيلها”.
وأضاف الفايز أن “حتى في حال رغبت القوى السنية في توحيد مواقفها، فإن عقد لقاءات خارج العراق يعد شكلاً من أشكال التدخل الخارجي غير المقبول”، مشدداً على أن “أي تدخل من أي دولة عربية أو غير عربية في الشأن العراقي غير مقبول على الإطلاق ويهدد السيادة الوطنية”.

في تفسيره للأحداث، أوضح المحلل السياسي إبراهيم السراج أن النفوذ القطري داخل البيت السني بات واضحاً، مؤكداً أن اللقاء الأخير بين خميس الخنجر ومحمد الحلبوسي مع أمير قطر يبرز هذا النفوذ.
وأشار السراج، في حديث لـ/المعلومة/، إلى أن تشكيل المجلس السياسي الوطني السني تم بتوجيهات قطرية وتركية بهدف تجاوز الخلافات وتصفيرها داخل البيت السني، لكن هذه الأهداف لم تتحقق، إذ لا تزال الخلافات قائمة، والكيان السني يعاني من انقسامات واضحة.
وأضاف أن محاولات القادة السنة تقليد تجربة الإطار التنسيقي جاءت برؤية مختلفة تعتمد على معايير مذهبية ومكونية بعيدة عن الروح الوطنية، مما يضعف فرص نجاح المجلس السياسي الوطني.
وحذر السراج من أن تجربة المجلس السياسي الوطني تواجه فشلاً محققاً بسبب الطموحات الشخصية، لا سيما طموح محمد الحلبوسي ليكون الزعيم الأوحد للبيت السني، إلى جانب ترشيحه لرئاسة مجلس النواب، الأمر الذي يزيد من حدة التوترات والخلافات.

• 

تأتي زيارة الحلبوسي والخنجر في وقت حساس تشهد فيه البلاد تحركات لتشكيل الحكومة الجديدة وسط استحقاقات دستورية وضغوط داخلية وإقليمية. 
وتثير هذه الخطوة تساؤلات حول مدى تأثير النفوذ الخارجي على السياسة العراقية، خصوصاً في مكونات مهمة مثل المكون السني، الذي يشكل أحد الأعمدة الأساسية في العملية السياسية.
ويرى مراقبون أن مثل هذه الزيارات تعكس محاولات قوى إقليمية للتأثير على المشهد السياسي في العراق، في حين يؤكد كثير من العراقيين على ضرورة أن تكون القرارات السيادية، وعلى رأسها تشكيل الحكومة، حصرية للعراقيين دون تدخلات خارجية، حفاظاً على وحدة وسيادة البلاد.
تعكس زيارة قادة السنة إلى قطر واقعاً معقداً يشهد تداخل النفوذ الخارجي بالسياسة العراقية، وهو أمر يواجه رفضاً واضحاً من قوى عراقية وطنية تسعى للحفاظ على استقلال القرار السياسي.
وفي ظل استمرار الانقسامات داخل البيت السني، يبقى السؤال مطروحاً حول إمكانية توحيد هذا المكون المهم دون تأثيرات خارجية، وضمان أن تكون السيادة العراقية فوق كل اعتبار.انتهى 25/س