تصاعد الخلافات داخل الكتل السنية حول رئاسة البرلمان.. إصرار الحلبوسي يعمق الانقسامات
اليوم 20:09
المعلومة / بغداد .. تتصاعد الخلافات والانقسامات داخل الكتل السنية مع اقتراب موعد الجلسة الأولى للبرلمان العراقي، المقررة في 29 من الشهر الحالي، بسبب الخلافات العميقة حول اختيار مرشح توافقي لمنصب رئيس البرلمان، خاصة في ظل إصرار رئيس تحالف تقدم، محمد الحلبوسي، على ترشيح نفسه لتولي هذا المنصب الحيوي. بهذا الصدد أكد الكاتب والمحلل السياسي عبد الجبار الجبوري، في تصريح لوكالة /المعلومة/، أن جلسات المجلس السياسي الوطني التي عقدت خلال الفترة الماضية في منازل بعض السياسيين السنة لم تتمكن من حسم المرشح المناسب لمنصب رئاسة البرلمان. وأضاف الجبوري أن هناك إصرارا من حزب تقدم على المضي في الترشح بمرشح واحد هو محمد الحلبوسي رغم المعارضة القوية من معظم قادة المجلس الوطني السني. وأوضح الجبوري أن الصراع المتوقع في الجلسة الأولى للبرلمان سيكون حادًا، لأن المجلس الوطني السني فشل حتى الآن في التوصل إلى توافق داخلي بسبب التدخلات العربية والإقليمية التي تؤثر بشكل مباشر على توزيع المناصب السياسية والاستحقاقات داخل المكون السني. وأكد المحلل السياسي أن الضغوط الإقليمية من دول مثل قطر وتركيا التي تسعى لتوحيد الموقف السني خلف مرشح واحد، تلعب دورًا كبيرًا في تعقيد المشهد السياسي، مشيرًا إلى أن إصرار الحلبوسي على الترشح كمرشح وحيد هو أحد الأسباب الرئيسية التي تؤخر حسم الاتفاق وتزيد من حدة الانقسامات.
من جانبه، كشف عضو تحالف الأنبار المتحد عبد الرزاق ثابت الدليمي، في تصريح لوكالة /المعلومة/، أن المجلس الوطني السني يعاني من حالة انقسامات وتشرذم حادة بسبب إصرار الحلبوسي على ترشيح نفسه لمنصب رئاسة البرلمان. وقال الدليمي: “المجلس الوطني السني يشهد انقسامات حادة قد تؤدي إلى تفككه خلال المرحلة المقبلة، على خلفية إصرار الحلبوسي على فرض نفسه الشخصية الوحيدة من التحالفات السنية لتولي هذا المنصب، وسط معارضة شديدة من قبل معظم قادة المجلس”. وأشار إلى أن توجهات الحلبوسي تؤثر بشكل سلبي على وحدة البيت السني وتُهدد بإضعافه كقوة سياسية قادرة على إدارة التوافقات السياسية في البلاد. واعتبر الدليمي أن تصريحات الحلبوسي الأخيرة تعكس تخبطًا وخوفًا من فقدان دوره السياسي، واصفًا إصراره على ترشيح نفسه رغم محاولات التوصل إلى بديل بأنه “مؤشر خطير على انهيار المجلس وتفككه”. وأضاف: “كل المحاولات لترضيته بطرح شخصية أخرى كبديل له باءت بالفشل، وإصراره على المضي قدمًا في ترشيح نفسه يعني أن المجلس الوطني السني قد يفشل في أول اختبار سياسي له، ما ينعكس سلبًا على قدرة البيت السني على التوافق والتماسك السياسي”. تأتي هذه الخلافات في وقت يواجه فيه العراق تحديات سياسية معقدة، حيث تعتبر رئاسة البرلمان إحدى المفاصل الأساسية في تشكيل الحكومة الجديدة. تأخير حسم هذا المنصب يهدد بتعطيل المسار السياسي برمته، خاصة مع الانقسامات داخل البيت السني الذي يشكل مكونًا هامًا في التركيبة السياسية العراقية. ويتوقع مراقبون أن تستمر حالة الانقسام والتوتر داخل البيت السني خلال الجلسة الأولى للبرلمان ما قد يدفع إلى مزيد من الضغوط الداخلية والإقليمية لإيجاد حلول وسطى أو إجبار الأطراف على التنازل. إلا أن استمرار إصرار الحلبوسي دون تقديم تنازلات يفاقم من الأزمة ويزيد من احتمالات تفكك البيت السني وتراجع تأثيره السياسي.انتهى 25/س