رجل مؤقت ومنجزات دائمة
د. نجاة الزغبي
حط طير السعد على الرؤوس مرفرفاً تحت قبة مجلس النواب، بعد أن سار إشتباك الإرادات من العنف المفاجئ الى السلام الدائم، بلمحة إدارية من لدن الرئيس الحالي للمجلس محسن المندلاوي.
فوجئت الإصطفافات الجارية في المكاتب الشخصية.. خارج أسوار مجلس النواب.. بمواقف مغايرة لما تم الإتفاق بشأنه.. المفاجأة والخذلان المتبادل، هز أعصاب النواب المعنيين بتنصيب رئيس دائم لمجلس النواب، بل تعداهم الى النواب كافة، حتى الشيعة والكرد.. غير المعنيين... لأن رئيس مجلس النواب إستحقاق توافقي.. وليس دستوري.. للسنة!
إنفلتت أعصاب من إنفلت وإنهارت الثقة لدى من وجد الخيانة تبسط سطوتها على مواقف الرجال، فبدرت أعمال عنف وشغب و... قسوة مراهق على زميلائه في صف مدرسي!!! مع الأسف.
الثابت الوحيد.. يتأمل المشهد بأناة، هو الرئيس المؤقت محسن المندلاوي، الذي نظر للإنفعالات من الأعلى بعين طائر يحلق فوق الأحداث.. في فضاءات المجلس.. مستدعياً طير السعد للتداول بكيف تسريح هذا الغزل المخربط إشتباكاً ذا نوازع تنغز الشيطان بمصالح فئوية وشخصية على حساب الوطن.
فأرجأ ما لا حل له على المدى المنظور، ووجه نحو ترصين مناهج إدارة راسخة للمجلس.. بدءاً.. يحتكم الى مصلحة المواطن:
-بإعتبارنا ننوب عنه في الدنيا، أمام الله عند الآخرة، ومصلحة المواطن حق لا يعلوه حق.
وهدأ الجميع.. ريثما تقر الموازنة التي ظلت عالقة شهوراً، والشارع العراقي يتلظى ناراً تستعر؛ لأن شؤون حياة الناس مرهونة بموازنة لا يراد لها أن تقر.. أقرها المندلاوي، بإسلوب سلسل لا يشبه عقدة شهور من اليأس مضت، وصولاً الى عيد الغدير، الذي كاد أن يفتن القوم لو لا رحمة الله التي أنزلها على العراق من خلال محسن المندلاوي.
وهنا يطرح السؤال نفسه: هل ثمة موجب للتشابك بالأيدي وشج الرؤوس، بعد أن أثبت المندلاوي قدرة نيابية تلبي إرادة الجميع من دون إستفزاز أحد أو غبن جهة لصالح أخرى، مثلما أراد ديموقريطس مصطلحه:
-الأخذ برأي الأغلبية وتفهم ظروف الأقلية
تأملوا منجزات محسن المندلاوي، في غضون فترة قياسية، وإحسموا به منصب رئيس مجلس النواب، لعلكم تفلحون!