أنبوب العقبة .. محاولة أمريكية لجر العراق نحو التطبيع عبر مشروع الشام الجديد
المعلومة/ بغداد...
تخطط الإدارة الامريكية لجر العراق نحو حلفائها وابعاده عن مشروعه الاقتصادي والسياسي في المنطقة، من خلال محاولة رسم سياسة اقتصادية جديدة في ظل سيطرتها على الواردات النفطية والدولار الداخل للبلاد عبر البنك الفيدرالي، وبالتالي فانها تستخدم هكذا ورقة لضمان بقاء بغداد تحت عباءة واشنطن.
مشروع أمريكا يهدف الى ضم جميع الحلفاء في جعبة واحدة لخدمة الكيان الصهيوني ضمن مشروع مايسمى الشام الجديد، بعد ان حاولت الإدارة الامريكية الإطاحة بالقيادة السورية عام 2011 ومن ثم الدفع بداعش الإرهابي نحو العراق وسوريا من اجل اخلاء الساحة لها ولحلفائها والمجيء بادارات سياسية جديدة تخدم مصالحها في المنطقة، الامر الذي دفعها نحو محاولة جر العراق لتنفيذ أنبوب نفط البصرة – العقبة لخدمة الأردن ومصر والكيان الصهيوني.
مشروع الشام الجديد يراد منه جر العراق باتجاه أمريكا وحلفائها ومن ضمنهم الكيان الصهيوني، بهدف ابعاده عن مشروع طريق الحرير الذي تعتبره أمريكا مشروعا صينيا يدعم المعسكر الشرقي، وبهذا الصدد يقول رئيس الهيئة التنظيمية للحراك الشعبي للحزام والطريق حسين الكرعاوي لـ /المعلومة/، ان "مشروع طريق الحرير يمثل مشروعا مصيريا يخدم العراق والدول التي يمر فيها هذا الطريق ويحقق أرباحا كبيرة للدول المشاركة فيه، الا ان أمريكا حالت دون دخول العراق الى هذا المشروع".
وأضاف ان "أمريكا تذهب بالعراق باتجاه مشروع الشام الجديد المناهض لمبادرة الحزام والطريق، ويصب في مصلحة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، ويجعل من ذلك الكيان مركزا عالمياً للتجارة الدولية ويربط أوروبا بدول المحور بحيث يكون العراق الممول لهذا المشروع والأردن الممر له ويكون لمصر والكيان الصهيوني ميناء (بريانكور) الذي سيكون مركز لمشروع الشام الجديد".
وبين ان "المشروع الجديد يراد به ضرب مبادرة الحزام والطريق التي من شانها جعل العراق بلدا منتجاً ويعود للبلاد بـ 500 مليار دولار سنويا، ولكن الإرادة الأمريكية تسعى لجعل العراق بعيدا عن مشروع طريق الحرير".
ووضعت الكثير من علامات الاستفهام حول مشروع أنبوب النفط العراقي باتجاه ميناء العقبة، على الرغم من ان المشروع مثير للمخاوف ويعد محاولة للتطبيع مع الكيان الصهيوني في وقت لايحتاج فيه العراق الى هكذا مشروع، وبهذا الخصوص يؤكد عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية، محمد راضي لـ /المعلومة/، ان "ذهاب النفط العراقي الى الكيان الصهيوني من خلال أنبوب العقبة هو امر مرفوض جملة وتفصيلاً ولايمكن القبول به مطلقاً، مهما كانت الظروف او الضغوط التي يواجهها العراق".
وتابع ان "رئيس الوزراء مطالب بالتوضيح بشأن أنبوب العقبة ولماذا ذهب بهذا المشروع الى الامام، والأسباب التي دفعته باتجاه هكذا مشروع والجدوى من المضي به".
ولفت الى ان "خيارات السوداني لزيادة منافذ تصدير النفط العراقي، تعد خطوة إيجابية، لكن ان يكون المشروع يذهب بالنفط الى الكيان الصهيوني فهو امر لايمكن المضي به مطلقا، وسيكون مصيره الرفض قبل ان يتم تنفيذه".
وعلى صعيد متصل، قال القيادي في تحالف الفتح علي الفتلاوي لـ / المعلومة /، ان "الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني وحلفائهم يسعون الى توسيع قاعدة الدول المطبعة مع الكيان المحتل بشتى الوسائل سواء كانت امنية او اقتصادية او سياسية وان طرح مشروع مد انبوب من ميناء البصرة الى ميناء العقبة يقع ضمن دائرة التوسع".
واردف ان "مشروع العقبة البصرة ظاهرة اقتصادي بحجة تنوع منافذ صادرات النفط العراقي، الا ان حقيقته المبطنة مشروع يتخادم مع المشروع الامريكي الصهيوني لتوسيع قاعدة التطبيع وايصال النفط لذلك الكيان، فضلا عن تكاليفه الباهظة التي ستتحملها الخزينة العراقية من اموال طائلة تصل الى 27 مليار دولار". انتهى 25ن