الوساطة العراقية بين سوريا وتركيا ... عزل للقرار الامريكي
المعلومة / تقرير ...
رغم المحاولات الكثيرة التي تقودها امريكا وبعض دول الخليج المطبعة، على اضعاف العراق على المستوى الدبلوماسي العربي والاقليمي، الا ان العراق يقوم بادوار جيدة بتقريب وجهات النظر بين دول المنطقة ومحاولة جمع الفرقاء على طاولة واحد للحوار.
وكانت للعراق تجارب كثيرة بهذا لاتجاه، تم تحقيق من خلالها نتائج كبيرة، دخوله بوساطة لجمع كلا من ايران والسعودية، وكذلك ايران ومصر، بعيدا عن الولايات المتحدة الامريكية.
اما اليوم تم الإعلان عن جهود بغداد لمحاولة إنهاء القطيعة السياسية بين الجانبين السوري والتركي من خلال الحوار .
واكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في تصريحات صحفية، أن بغداد ترعى أجواء إيجابية بين البلدين.
وكشفت صحيفة الوطن السورية القريبة من دوائر صُنع القرار في دمشق، أن اجتماعا سوريا – تركيا مرتقبا ستشهده بغداد، وأنه سيكون خطوة في عملية تفاوض طويلة قد تفضي إلى تفاهمات سياسية وميدانية.
ومن جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه قد يدعو الرئيس السوري بشار الأسد لزيارة تركيا “في أي وقت”. وجاء ذلك بعد أيام على تصريح أردوغان، بأنه لا يوجد أي سبب يمنع إقامة علاقات بين أنقرة ودمشق، وذلك في رد إيجابي على تصريحات للأسد حول الانفتاح على جميع المبادرات لعودة العلاقات مع تركيا.
ويرى الباحث المصري حسين معلوم في تقرير نشره مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة أن محاولة بغداد لإنجاز الوساطة بين دمشق وأنقرة، تُثير العديد من التساؤلات حول الدوافع العراقية من وراء ذلك، خاصة أن هناك تحديات كثيرة تواجه هذه الوساطة، بالنظر إلى تعقيدات الأوضاع التي تبدو عليها التوترات الحدودية بين الجانبين السوري والتركي.
هذه التحركات العراقية تجري بعيدا عن المحاولات الامريكية لادامة الخلافات في المنطقة لاسيما بين العراق وسوريا وتركيا.
شدّدت وزارة الخارجية والمغتربين السورية، على أنّ في الوقت الّذي تتوالى فيه المواقف والتّصريحات حول العلاقة بين سوريا وتركيا، تودّ سوريا التّذكير بأنّها حرصت دائمًا على التّمييز الواضح ما بين الشّعوب من جهة، وسياسات وممارسات الحكومات الّتي ألحقت الأذى بسوريا وبدولها من جهة أخرى، وفق ما أثبتته الوقائع والأحداث.
وتقول الوزارة في بيان تابعته وكالة /المعلومة/، أنّ "سوريا كانت وما زالت تنطلق من القناعة الرّاسخة بأنّ مصلحة الدّول تُبنى على العلاقات السّليمة فيما بينها، وليس على التّصادم أو العدائيّة. وانطلاقًا من ذلك، حرصت سوريا على التّعامل بإيجابيّة مع مختلف المبادرات الّتي طُرحت لتحسين العلاقات بينها وبين تلك الدّول".
وتتابع أنّ "في الإطار ذاته، تعاملت سوريا مع المبادرات الخاصّة بتصحيح العلاقة السّوريّة التّركيّة، وترى أنّ نتيجة تلك المبادرات ليست غايةً إعلاميّة، وإنّما مسار هادف يستند إلى حقائق قائمة، ويبنى على مبادئ محدّدة تحكم العلاقة بين الدّولتين، أساسها احترام السّيادة والاستقلال ووحدة الأراضي، ومواجهة كلّ ما يهدّد أمنهما واستقرارهما؛ ويخدم المصلحة المشتركة للبلدين والشّعبين".
يذكر ان الوساطة بين سوريا وتركيا تهدف لتنسيق المواقف المتعلقة بمناطق سيطرة "قسد" المحاذية للعراق في محافظة الحسكة، وبمخيم الهول شمالي سوريا، وكذلك بما يتعلق بقاعدة بيانات المطلوبين أمنياً، وحصة العراق من نهر الفرات.
ويرى مراقبون ان دور العراق سيكون له اهداف ايجابية عديدة، منها عزل القرار الامريكي عن المنطقة، وتغليب لغة الحوار على لغة التهديد والسلاح، وكذلك فتح افاق جديدة فشتى المجالات لادارة المصالح المشتركة بين دول المنطقة.انتهى25