على حساب المساحات الخضراء.. مدن جديدة ومجمعات واطئة الكلفة
المعلومة/تقرير ..
ينتظر الآلاف من سكان العشوائيات وأحياء التجاوز إقرار مجلس النواب مشروع قانون العشوائيات للحدِّ من المشكلة المتفاقمة مع ارتفاع أسعار العقارات.
ويحذر مراقبون من أن هذه الأرقام المفزعة حول عدد مناطق السكن العشوائية البالغ نحو 5 آلاف تجمع، يسكنه قرابة 4 ملايين نسمة، تشكل ناقوس خطر يستدعي إقرار معالجات جذرية وعاجلة لهذا الملف.
وتتسع ظاهرة السكن العشوائي في مختلف المدن العراقية مع استمرار أزمة السكن، وغلاء أسعار المنازل والأراضي، حيث لم تعالج الحكومات المتعاقبة هذه الأزمة المزمنة الآخذة في الاستفحال.
ويضم العراق اكثر من 4670 تجمعا عشوائيا يقطنها اكثر من 3 ملايين و725 ألف عراقي، أي قرابة 10% من العراقيين يقطنون العشوائيات.
المتحدث الإعلامي لوزارة الإعمار استبرق صباح، أوضح، أنَّ "هناك قانوناً يتمّ نقاشه حالياً لحلِّ مشكلة العشوائيات، إذ يبحث معالجة المتجاوزين على الاستعمال السكني داخل حدود التصميم الأساس".
بدورها، اكدت الهيئة الوطنية للاستثمار، ، ان المدن الجديدة المحالة الى التنفيذ ستوفر أكثر من مليون وحدة سكنية في العاصمة بغداد وبقية المحافظات، مما ستسهم بأولى خطوات معالجة ملف العشوائيات.
وقال المتحدث باسم الهيئة الوطنية للاستثمار، مثنى الغانمي في حديث لوكالة /المعلومة/، إن "الأيام المقبلة ستشهد الإسراع بتنفيذ المدن السكنية الجديدة، بينها مدينة (الجواهري) في قضاء أبو غريب و(علي الوردي) في قضاء النهروان ضمن العاصمة بغداد".
وأضاف، ان "الأسبوع الماضي شهد رسميا استئناف العمل في مدينة بسماية السكنية، فضلا عن التقدم الملحوظ في نسب انجاز مشروع مدينة الصدر الجديدة شرقي العاصمة بغداد".
وبشأن المحافظات، أكد الغانمي، ان "هناك مدن سكنية جديدة في المحافظات بينها (الجنائن) في بابل و (ضفاف كربلاء) في كربلاء و(الغزلاني) في نينوى و(الفلوجة) في الانبار ومدن أخرى في بقية المحافظات".
ونوه المتحدث باسم الهيئة الوطنية للاستثمار، الى ان " انجاز هذه المدن السكنية سيكون ستقضي على مشكلة متجذرة في العاصمة بغداد والمحافظات منذ سنوات".
وأعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مطلع الأسبوع الماضي، استئناف العمل وتنفيذ مشروع بسماية، وفيما شدد على عدم الالتفات للأصوات المشككة او المخونة، وجه بالمحافظة على مستوى الخدمات المقدمة للساكنين في المدينة.
الا ان هذه المجمعات لم تسلم من الانتقادات، التي اكلت المساحات الخضراء في بغداد وعدد من المحافظات.
وانتقد عضو لجنة الاستثمار النيابية محمد الزيادي، الالية التي يتم بموجبها انشاء المجمعات السكنية داخل المناطق والمدن، لافتا الى وجود عشوائية في انشائها وعدم مراعاة المناطق الخضراء والكثافة السكانية والضغط المتولد على البنى التحتية.
وقال الزيادي لـ /المعلومة/، ان "التصميم الأساس للمدن السكنية والقواعد التي صممت على أساسها جعلت ما نسبته 30 بالمئة منها عبارة عن مناطق خضراء، وهذا الامر لم يعد قائما في الوقت الراهن بعد ان تحولت هذه المساحات الى مجمعات سكنية".
وأضاف ان "البنى التحتية من شبكات المجاري وخطوط المياه والكهرباء والصرف الصحي تعاني ضغطاً كبيراً بعد تحويل المساحات الخضراء داخل المناطق السكنية الى ابنية كونكريتية ومجمعات سكنية، خصوصا ان البنى التحتية مصممة على مساحات وكميات معينة لديها طاقة استيعابية لا يمكن تجاوزها".
وبين ان "هناك تخطيط بلا دراية او دراسة جدوى للمجمعات السكنية الجديدة".
وتتجه العاصمة بغداد وباقي المحافظات العراقية الى زيادة المساحات الخضراء في داخل مدنها ومحيطها، لمواجهة مشكلة التصحر التي ضربت البلاد منذ سنوات.انتهى/25ق