عبرت عنه في لجهتها المتصلبة .. هل تنجح الحكومة بإخراج الامريكان؟
المعلومة / بغداد...
بعد الاستهداف الأمريكي الأخير على مقار الحشد الشعبي في جرف النصر وسقوط عدد من الشهداء والجرحى من أبناء الحشد الشعبي، زادت حدة المطالبات بإخراج القوات الامريكية من العراق، باعتبارها قوات عدائية محتلة تتخذ من وجودها منطلقا للاعتداء على القوات العراقية والشخصيات الوطنية.
افاد مصدر امني، الثلاثاء، بحدوث انفجار في جرف النصر شمال محافظة بابل.
وذكر المصدر لـ /المعلومة/، ان "الانفجار قد يكون ناجما عن قصف امريكي على معسكر للحشد الشعبي في جرف النصر بمحافظة بابل، حيث اكد شهود عيان سماع صوت طائرة مسيرة على مقرب من الموقع المستهدف".
وأضاف ان "الانفجار تسبب باستشهاد منتسب بالحشد الشعبي وجريحين كحصيلة أولية، في حين هرعت سيارات الإسعاف الى موقع الانفجار لإنتشال الشهداء وإنقاذ المصابين".
وكان محافظ بابل عدنان فيحان قد وجه باستنفار الفرق الطبية ومستشفى المسيب لإسعاف جرحى الحشد الشعبي بجرف النصر.
وبعيدا عن التصريحات التي انطلقت من الشخصيات الوطنية التي طالبت بإخراج القوات الامريكية بكل إصرار، الا القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية، أصدرت بيانا شديد اللهجة ضد الامريكان، وهذا الامر لأول مرة يحدث بان يخرج هكذا بيان بهذه اللجهة.
اصدر مكتب القائد العام للقوات المسلحة، اليوم الأربعاء بيان شديد اللهجة على خلفية الاعتداء الأمريكي الذي طال يوم امس منطقة جرف النصر في محافظة بابل، سقط على اثرها شهداء وجرحى من الحشد الشعبي.
وذكر الناطق الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، في بيان تلقته /المعلومة/، انه "على الرغم من كل الجهود عبر القنوات السياسية والدبلوماسية، والجهود المبذولة من اللجان الفنية العسكرية العليا، والتوصّل إلى مراحل متقدمة من إنهاء ملف تواجد وعمل قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش بالعراق، والتحوّل إلى علاقة أمنية ثنائية مبنية على الاحترام المتبادل وتأكيد سيادة العراق وأمنه، إلّا أن قوات التحالف الدولي أقدمت على جريمة نكراء واعتداءٍ سافر بعد أن استهدفت، وبطائرات مقاتلة قادمة من خلف الحدود، مواقعَ عراقية تابعة للأجهزة الأمنية في شمال محافظة بابل، في الساعة 2245 من يوم الثلاثاء 30 تموز الجاري، مما أدى إلى استشهاد عدد من منتسبي قواتنا الأمنية في الحشد الشعبي، وجرح عدد آخر منهم دون أي مبرر لهذا الفعل العدواني المتهوّر غير المسؤول".
وأضاف، إنّ "هكذا تجاوزات خطيرة وغير محسوبة النتائج من شأنها أن تقوّض، وبدرجة كبيرة، كل الجهود وآليات وسياقات العمل الأمني المشترك لمحاربة داعش في العراق وسوريا، كما من شأنها أن تجرّ العراق والمنطقة برمتها إلى صراعات وحروب وتداعيات خطيرة، لهذا نحمّل قوات التحالف الدولي المسؤولية الكاملة لهذه التداعيات بعد أن أقدَمت على هذا العدوان الغاشم".
وتابع، إن "التحالف الدولي لمحاربة داعش موجود ويعمل في العراق ضمن تفويض محدد، ولمهمة محددة وعدو مشترك متفق عليه، وإنّ هذه الاستهدافات تمثل خرقاً خطيراً لهذه المهمة والتفويض، وسيتخذ العراق الإجراءات القانونية والدبلوماسية المناسبة لحفظ حقوقه، وكل ما من شأنه أن يؤكد أمنه وسيادته على أراضيه وحمايتها، وما يكفل الأخذ بحق الشهداء الأبطال، ومحاسبة المسؤولين عن الاعتداء".
اكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، السبت، لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ان الهجوم الذي تعرضت له ناحية جرف النصر في محافظة بابل مثّل "تجاوزاً على سيادة العراق".
وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء تلقته وكالة /المعلومة/، أن "رئيس الوزراء، تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن".
وأكد رئيس الوزراء خلال الاتصال "موقف العراق الرافض لأي اعتداء تتعرض له الأراضي العراقية"، مشيراً الى أن الهجوم الذي تعرضت له منطقة جرف النصر مثّل تجاوزاً على السيادة العراقية".
وجدد السوداني بالوقت ذاته "التزام الحكومة العراقية بحماية مستشاري التحالف الدولي المتواجدين في العراق".
وأضاف البيان أن "الاتصال تناول بحث التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والجهود التي يقوم بها العراق لاحتواء التداعيات الخطيرة التي خلفتها الاعتداءات المتكررة على قطاع غزّة، والعمل على تثبيت التهدئة ووقف العدوان وضمان عدم اتساع الحرب بما يشكل تهديداً حقيقياً للأمن والاستقرار في المنطقة".
كما أصدرت الحكومة العراقية، اليوم الأربعاء، بياناً شديد اللهجة رداً على القصف الأميركي الأخير على الأراضي العراقية، معتبرة إياه تصعيداً خطيراً وتجاوزاً لمهمة "التحالف الدولي".
وقال المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي في بيان تلقته وكالة /المعلومة/، : "تؤكد الحكومة العراقية أنها تتعامل مع التصعيد الأخير، الذي شهدته الساحة العراقية خلال اليومين الماضيين، على أنه تصعيد خطير فيه تجاوز مرفوض على السيادة العراقية، التي نلتزم، تحت كلّ الظروف، بصيانتها وحفظها والدفاع عنها، وفقاً للواجبات الدستورية والقانونية للحكومة".
وأضاف العوادي: "ندين بشدة الهجوم الذي استهدف منطقة جُرف النصر، والذي جرى دون علم الجهات الحكومية العراقية، ما يُعد انتهاكاً واضحاً للسيادة، ومحاولة للإخلال بالوضع الأمني الداخلي المستقر".
من جهته حذر النائب السابق علي جبار، اليوم الخميس، من بقاء القوات الامريكية في العراق، مشيرا الى ان هجماتها تندرج ضمن اجندة الكيان الصهيوني.
وقال جبار لـ /المعلومة/، ان "أمريكا تملك قواعد في عدد من دول المنطقة، وان هجماتها ضد العراق تنطلق من هذه القواعد مما يحتاج الى انهاء وجودها من العراق كليا".
وأوضح، ان "التواجد الأمريكي في العراق، هو من اجل صد التهديدات التي تطال هذا الكيان".
وأضاف ان "أمريكا تمتلك قواعد خارج العراق في الأردن والكيان الصهيوني ودول أخرى، وتعمل من خلال هذه القواعد على تنفيذ هجماتها في دول المنطقة لخدمة مصالح الكيان المحتل".
وشدد على ضرورة "تنفيذ الاتفاقيات مع واشنطن وإخراج هذه القوات من البلاد".
وعلى السياق ذاته اكد عضو ائتلاف النصر عقيل الرديني، ان العراق لا يحتاج الى تواجد القوات الأجنبية على أراضيه في ظل وجود قوات عراقية قادرة على حفظ السيادة.
وقال الرديني لـ /المعلومة/، ان "الحكومة طالبت بإخراج قوات التحالف الدولي (القوات الامريكية) من البلاد، وكانت هناك تفاهمات حول تنفيذ هذا الامر".
وأضاف ان "العراق لديه القدرة للدفاع عن سيادته واراضيه بعيدا عن تدخل القوات الامريكية، على الرغم من ان تلك القوات كانت تعترض على مطالبات خروجها وعملت على ربطها بالطلب الرسمي الذي تقدمه الحكومة العراقية".
وبين ان "الحكومة اتخذت خطواتها وقدمت طلبا رسميا لاخراج قوات التحالف من العراق وعلى اثر ذلك تم تشكيل لجان مختصة بين بغداد وواشنطن من اجل مواصلة الاجتماع لضمان خروج هذه القوات من البلاد". انتهى 25ن