مراوغة امريكية وعرقلة كردية .. اخراج القوات الامريكية من العراق في طريق متعرج
المعلومة/ بغداد...
يبدو ان الطريق مازال غير معبد بالكامل لاخراج القوات الامريكية من الاراضي العراقية، وذلك تحقيقا للارادة الشعبية الرافضة لوجود القوات الاجنبية في القواعد العسكرية العراقية، خصوصا ان هذا التواجد اصبح عامل مهدد للامن والاستقرار ومصدر للانتهاكات الامنية على المواقع العسكرية للقوات والاجهزة الامنية العراقية.
ومن الملاحظ ان واشنطن اتفقت مع بغداد على مدة عامين لاخراج قواتها من البلاد، الا ان الاكراد لهم موقف اخر من هذا الامر ويسعون بشتى الطرق من اجل استمرار تواجد القوات الامريكية على اراضي الاقليم، وهو امر رفضه العراق، كون اراضيه لاتجزء مطلقا والقرار يطبق في جميع الاراضي العراقية.
وقال وزير الدفاع ثابت العباسي في الثامن من ايلول الماضي، ان "بغداد وواشنطن توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق على مرحلتين، ومن المرجح أن يتم توقيع اتفاق بهذا الشأن في الأيام القليلة القادمة"، موضحا ان "التفاهم يتضمّن مرحلة أولى ابتداءً من العام الجاري حتى أيلول 2025 وتشمل بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين، يليها انسحاب في المرحلة الثانية من أيلول 2025 حتى الشهر نفسه من عام 2026 من كردستان العراق".
وبالتزامن مع تصريحات وزير الدفاع العراقي، فقد اعتبر نظيره الامريكي لويد اوستن أن "سنتَين غير كافيتين" لإتمام الانسحاب، وهو امر رفضته الحكومة الاتحادية بشأن التمديد لسنة ثالثة، وسط تزايد المخاوف من استمرار التواجد الامريكي داخل العراق، خصوصا بعد تأكيدات الوزير بتأجيل توقيع اتفاق الانسحاب "بسبب الظروف التي تمر بها المنطقة
ولدى الولايات المتحدة نحو 2500 جندي في العراق ونحو 900 في سوريا، وذلك بذريعة التحالف الذي أنشأته عام 2014 لمحاربة داعش الارهابي.
وقال القيادي في تحالف الفتح علي الفتلاوي لـ / المعلومة/، ان "الاتفاق العراقي الامريكي بالانسحاب من العراق لابد ان يتم وفق التوقيتات المتفق عليها وعلى الحكومة عدم فتح اي حوار جديد مع الامريكان بهذا الشآن"، مضيفاً ان "اي محاولة امريكية للتنصل عن الاتفاق بحجة ما يجري في المنطقة غير مقبول، وفي حال اخلت بالاتفاق فان المقاومة العراقية سيكون لها كلام اخر حتى وان تم الاتفاق مع الحكومة بتاجيل الية الانسحاب".
وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها بغداد من اجل انهاء التواجد الامريكي داخل العراق، الا ان السلطة الحاكمة في الاقليم لها كلام مغاير وتسعى لضمان وجود القوات الامريكية على اراضيها، حيث كشفت شبكة فوكس نيوز الامريكية، ان "في الوقت الذي تطالب فيه الحكومة العراقية القوات الامريكية وقوات التحالف بالخروج من العراق وعدم جعل البلاد ساحة للصراع في المنطقة تتوسل حكومة إقليم كردستان بالولايات المتحدة وحلفائها للبقاء في البلاد او على الأقل في الإقليم"، اذ قالت ممثلة حكومة الإقليم تريفا عزيز وفقاً لما جاء في الشبكة وترجمته /المعلومة/، ان "هذا ليس الوقت المناسب لتقليص قوات التحالف في العراق، خصوصا ان داعش يشكل تهديدا خطيرا للعراق والاقليم بالخصوص".
من جانب اخر، اكد عضو تحالف الفتح خالد السراي لـ /المعلومة/، ان "الولايات المتحدة الأمريكية تهدد امن وسلامة العراق والمنطقة ودليلا على هذا ما تقوم به من اعمال إرهابية في فلسطين ولبنان وسوريا، مايحتم على الحكومة العراقية الإسراع لأنهاء التواجد الأمريكي في العراق كون استمرار تواجده يهدد السلم الأمني خاصة بعد احداث الشرق الأوسط الأخيرة، خصوصا ان "أمريكا تراوغ كثيرا في هذا الملف من اجل حماية مصالحها في الشرق الأوسط". انتهى 25ن